التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف نثيرة

نثيرة... وهم حيارى... كتبها حبيب مونسي.

  وهم حيارى يُـدار الكــأس على الحضور.. فارغــا مترعا.. بالأســى والحبور.. والقرارات السكــرى.. أعشاش مخــاوف تترى.. تسكن ظلمة النفــس.. تقتات من رماد اليــأس.. وهم حيـــارى. ورياح الظنون وراء التخـــوم.. معاول حفـــار القبـور. تدق الصخر. تفت كبـد الأرض الحرى.. تقلّب رممــا أبدا تبـــور. من ملوك ، ومـن قصـــور. وهم حيــارى . و العمــر ومضة الــبرق.. على التــلال الــــزرق.. يمزّق سدفــة اليــــل. يشقّــق كبد السمـــاء. رتقـا وفتقــا.. وهم حيـــارى . يـمتصّ الحلـق الجريح حــرارة الجمر. فيمضي شعلــة كاللهيــــب.. يحتفر الأغوار عمقـا فعمقــــا. يؤجج دفــائن من عهود عــاد.. تتصـل اتصــال.. شرقـا و غربــا.. وهم حيــارى . كأســراب الجراد.. تهيم وجهـا.. تنخر الأخضـر واليابس الصلـدا.. ثم تتســع مدّا وعدّا.. كسحـــاب الجدب.. يمطــر جمـــرا. ويذرو على وجه الأرض .. ريحـا ورملا.. وهم حيــارى . وفـي الشفــاه بردت بسمة الربيــع.. وجفّت مرابع الولد  الرّضيــــع.. وأعولت الوالـدات نحيبا.. تدقّ الصـدورا .. تقد...

وحي المساء.....مولاي.... نثيرة يكتبها .. حبيب مونسي

مولاي.. مولاي أتيتك.. فردا عاريَ القلب راكبا وجدا.. وهذا الليل البهيم من حولي... بحرُ طامي الموج.. مكفهر الوجه... قبرُ يجذف القلب في يمه... نبضا هائض الجناح.. بسطا وقبضا كأنه يا مولاي.. الظاعن أبد الدهرِ يبدأ المسير ساعة الفجرِ خاوي الوفاض.. قلقا بين قبول ورفض.. * مولاي أتيتك... فردا عاري الظهر لا إزار ولا ستارْ كوجه الفلاة حينما يغشاه المساءْ أغبش اللونِ قد غادره أنس النهارْ فلا ضوء ولا يقينْ ولا شوق ولا حنينْ سوى رعشات قلب مدنف تتوالى يا مولاي...  باختلاج كحباتِ حجر شفيفْ في سبحة شيخ محدودب الظهر كفيفْ تحت سياط القهر من سنين من حنينْ * مولاي أتيتك.. فردا عصاي تقرع أحجار الدربِ تشق  إليك طريق القربِ بوقعٍ... يضج له سكون الليل البهيمْ وكأنها يا مولاي بلا عيون.. كعرافة الحي.. تعرف ما يكونْ تقودني إليك يا مولاي ساعة الفجرِ حينما.. تهجع العيونْ ويدنو الصبح من مبسم النهارِ متنفسا ألوانه وضوأه الشاحبَ من رموش الجفونْ * مولاي أتيتك...  فردا واضح الذنبِ بادي العيبِ لا لغتي... ...

وحي المساء... الهاتف... نثيرة ... يكتبها حبيب مونسي.

الهاتف.. رن الهاتف..على غير عادته.. لطيف الجرس.. دافئ الرنين.. وتدفقت الكلمات خجلى.. شلالات من نور.. تغسل الذكرى.. تعود بالأيام إلى نبعها الصافي.. إلى دفء الطفولة، وحلمها الغافي.. إلى أكداس المشاعر السكرى.. * قلت: أتسعدين..؟ ما أثقل العتبى قالت: في الأبناء عوض.. قلت.. وهل يعوض الجدول بحرا ؟.. !!! رنّ الهاتف على غير عادته.. لطيف الجرس دافئ الرنين.. وتهاطلت الذكرى… شلالات من نار.. تعود بالأوهام.. إلى ليلها البهيم.. إلى غنة… في صوتها الرخيم.. إلى رعشة يوقعها.. خفق الفؤاد.. ودفق الوداد.. * قلت.. أتذكرين..؟ ما أثقل الذكرى..! قالت..في النسيان سلوان.. قلت.. وهل تخفي البراقع وشما..؟ !!! قالت.. كأني أرى .. خلال نبرتك شيبا..؟ إن لي فيها .. تجاعيد الزمان.. وتهدج صوت.. وإرنان.. كأنها تعاتب فيك وفيّا.. جراحات.. وكيّا.. فاختصر يا رجلا مسافات الحنين.. وتخط إليّ متاهات السنين.. فأراك ذياك الفتى الحالم.. * قلت.. وهل يفضح الهاتف لي عيبا ..؟ هل تراني عبر الكلمات.. أشف عن عبراتي.. كما شفّ الماء عن الحصاة.....

وحي المساء... العتبات المتعبات... نثيرة.. يكتبها حبيب مونسي.

العتبات… الدرب يسعى.. يتلوى.. أفعوانا.. ينفث الموت.. على العتبات المتعبات.. !!! وصرير الريح.. أجراس معبد.. خرب.. أضر به هجر اليقين.. والنائحات السود.. خلف سرداب عتيق.. يكررن لغطا.. بين تهدج ..ونعيق.. يشربن الريح كأسا.. من العتبات المتعبات.. !!! وهناك.. فزّاعات.. نصبت.. هناك..             تحدق في الفراغ.. بلا عيون.. تمد ..أذرع القش.. في وهن.. لترد عن أحداقها .. دبيب الوسن.. يقوسها الريح الغضوب.. وهو يذرع .. العتبات المتعبات.. !!! والغمغمات.. يحملها النشيج.. موقّعة.. كهدير الخليج.. يغرغرها الريح لأيا.. بين تجاعيد الطريق.. ثم يرسلها..سوطا.. على العتبات المتعبات.. !!! وتزحف البيوتات.. إلى دفء الشتاء.. يتجمعن.. في احدداب صفيق.. يتلمسن لهاث السنين.. إلى حبيب.. والريح خلفها.. مارد طليق.. يسفي.. أحلام الطريق.. يزرع اليأس.. على العتبات المتعبات.. !!! وكل شتاء.. وكل خريف.. كرة أخرى.. تديرها المقادير.. كحبل النواعير.. أبدا يُشدّ.. أبدا يبدأ الدورة.. ويعود...

وحي المساء... آخرون... نثيرة.. يكتبها حبيب مونسي

آخرون أراني اليوم أتورّق كالدفتر ... أنثر أحرفي الحزنى على مبسمي ... كأوراق الخريف المقـــبل أرفرف حينـا … ثمّ أرتمـي … على وجه الدّرب الأغـــبر ... مكسورا كنهاياتي ... مجرورا كبداياتي ... ألوك ألفاظي ... وأمضع حسرتي ... ثمّ رحت أتورّق كالدفتر ... !!!   أسمع صمتي ... ضجيجا.. أنكره ... ويُسمعني من لغا الناس فازجره ... يعاودني ... فأعاوده ... مبحوح النّداء ... كالنّشيج من حولي ... يسكنني وأسكنه ... كهفا معتّم القسمات ... وفي أوراقي ... ومداد كلماتي شيء من النّاس ... يتهافتون بين الأسطر والصفحات ثم رحت أتورّق كالدفتر ... !!!   فتصادقني ... وجوه وتجاعيد ... وأعين كسلى ... تهوّم بلا قرار ... نتقابل حينا ثمّ تزورّ وتدور ... لا يبين أساها ... حين تشكو أو تثور معطلّة ... كالأبار بلا قرار ... تطل على جدب، خدّده حرّ المصيف ... وأثخنه عسر المطامع والرّغيف ... كأنها آيات، نصبت هناك ... لأوجه القهر، والنّكبات ... ثمّ رحت أتورّق كالدفتر ... !!!   أقرأ أسطري ... أفك الألغاز... والأحاجي ... فأعثر فيها ع...