التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نثيرة... وهم حيارى... كتبها حبيب مونسي.


 وهم حيارى

يُـدار الكــأس على الحضور..
فارغــا مترعا.. بالأســى والحبور..
والقرارات السكــرى..
أعشاش مخــاوف تترى..
تسكن ظلمة النفــس..
تقتات من رماد اليــأس..
وهم حيـــارى.
ورياح الظنون وراء التخـــوم..
معاول حفـــار القبـور.
تدق الصخر.
تفت كبـد الأرض الحرى..
تقلّب رممــا أبدا تبـــور.
من ملوك ، ومـن قصـــور.
وهم حيــارى.
و العمــر ومضة الــبرق..
على التــلال الــــزرق..
يمزّق سدفــة اليــــل.
يشقّــق كبد السمـــاء.
رتقـا وفتقــا..
وهم حيـــارى.
يـمتصّ الحلـق الجريح حــرارة الجمر.
فيمضي شعلــة كاللهيــــب..
يحتفر الأغوار عمقـا فعمقــــا.
يؤجج دفــائن من عهود عــاد..
تتصـل اتصــال..
شرقـا و غربــا..
وهم حيــارى.
كأســراب الجراد.. تهيم وجهـا..
تنخر الأخضـر واليابس الصلـدا..
ثم تتســع مدّا وعدّا..
كسحـــاب الجدب..
يمطــر جمـــرا.
ويذرو على وجه الأرض .. ريحـا ورملا..
وهم حيــارى.
وفـي الشفــاه بردت بسمة الربيــع..
وجفّت مرابع الولد  الرّضيــــع..
وأعولت الوالـدات نحيبا..
تدقّ الصـدورا ..
تقدّ الجيـــبا..
تلعن الفـــأل..
كما ردّدتـه الشفـــاه الضمىآ..


وهم حيــارى.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،