التخطي إلى المحتوى الرئيسي

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي




كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي.. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

لن أقدم الفكرة بفهمي الخاص.. أريد لأصحابها أن يقدموها في هذه الورقة لعنا نعلم.

يستعرض "جان ستارونبسكي" في المقدمة التي كتبها للترجمة الفرنسية لكتاب "هانس روبير ياوس": "نحو جمالية للتلقي" منهج "ياوس" في تلقي مؤلّف ما، حين ينصرف عن إطار البنيات التحتية للنص إلى خارجه مركزاً اهتمامه على المتلقي بين حالين: ما قبل التلقي، وفيه تكمن حقيقة الموقف الذي يحتلّه القارئ من المعرفة عموماً ومن الآثار خصوصاً، وعن كيفية تشكلاته في مداركه في صورة قارة نسبياً تتخذ سمات أفق (سابق) بمعاييره وأنساق قيمه الفنية والأخلاقية، والجمالية، والتي تكون مثار تعديل أو تحوير أو نقض يتولّد عنها أفق جديد. غير أن مثل هذا البحث: "يقتضي ممن يطبّقه أن يكون في مستوى معرفة المؤرخ الفقيه في اللغة، المتمرس بالتحليلات الشكلية الدقيقة للانزياحات والتغيرات"(1).
ومثل هذا المؤرخ الفقيه يندر وجوده -اليوم- بسبب تفشي زهو المعرفة الناقصة(2) وعليه: "فجمالية التلقي ليست مبحثاً مباحاً للمبتدئين المتعجلين"(3) لأن غاية "ياوس" من وراء إثارة مشكلات التلقي هي كتابة جديدة لتاريخ الأدب تتجاوز حدود النشأة وما يخامرها من ملابسات وظروف، وأوضاع سيكولوجية واجتماعية ومعرفية، إلى حدود التلقي -في الطرف الآخر- من المعادلة الثلاثية، إذ يبقى مقياس الجودة والحياة في يد الوقع الناتج عن تفاعل النص والقارئ في لحظة معينة، تشكل الموقع الافتراضي (Lieu virtuel).

وحين يستعرض "كونتر جريم" جملة التخصصات التي تقارب ظاهرة التلقي والتأثير وانشعاب أطرافها إلى حقول، معرفية، تجتهد فيها العلوم الإنسانية لتجلية عناصر الظاهرة، من خلال مناهج مختلفة تستند إلى تصورات، تتقارب أحياناً وتتفارق أخرى تتبدى له صعوبة الحديث عن التلقي، بلْهَ الكتابة فيه، فيقرّر أنّ: "صعوبة كتابة نظرية للتلقي تجد حجّتها في تعقد حقل البحث. وتحليلها يتطلب تنوعاً منهجياً لا يمكن أن يحقّق إلا بعمل مشترك، وذلك نظراً لتنوع فروع البحث كلٌّ منها على حدة، ويمكن اختبار هذه الفرضية إذا ما نحن وصفنا دائرة المواضيع التي يبحث فيها التلقي، وفرزنا التعاريف الأساسية المختلفة"(4).

وعلى هذا الأساس يظل اعتقاد "ياوس"، أن جمالية التلقي لا تزعم - كغيرها من المناهج- الشمولية، رغم جزئيتها ومحدوديتها، ولكنها تسعى إليها، من وراء دعوتها لتظافر الجهود والتقائها حول قطبي الظاهرة: التلقي والتأثير، فهي: "لا ترغب في أن تكون مبحثاً مكتفياً بذاته، مستقلاً عن غيره، لا يعتمد إلاّ على نفسه في حلّ مشكلاته"(5)

واعتراف "ياوس"، وأصدقائه بهذه الحقيقة يفتح الباب واسعاً أمام جهود مختلفة من شأنها أن تثري حقل البحث، بل وأن تفّتق حدود الدائرة فتنداح خارج الأدب، وتلك أمنية سكنت "ياوس"، وهو يبني أفق التوقع (الانتظار) ليس في إطار الأدب وحسب بل خارجه إلى التوقعات المحددة من طرف الوسط الاجتماعي الحيّ، والتي ترسم حدود الاهتمام الجمالي لفئات القراء وأذواقهم وقيمهم(6).
إن ضرورة تحقيق الشمولية في بحث التلقي والتأثير، لا تتمّ حسب "أولريش كلاين" إلاّ من خلال تقاطع ستة اتجاهات متزامنة، تعمل في حقول مستقلة، تبقى الاستفادة منها مهمة القائمين على (تركيب) نظرية للتلقي، وهي - كما سنرى- تتجاور أحياناً وتتباعد أخرى:

1- محاولة النظرية المعرفية (فينومينولوجيا... التأويل).

2- محاولة الاستدلال أو محاولة الوصف (البنيوية، الشكلانية الروسية، الإجراء المادي التاريخي، الإجراء الديالكتيكي).

3-لمحاولة النظرية التجريبية السوسيوأدبية (سوسيولوجيا الجمهور وسوسيولوجيا المتذوقين)

4- المحاولة السيكولوجية (البحث في أجيال القراءة والقراء)

5- محاولة نظرية التواصل (أو السيميوطيقا)

6- المحاولة السوسيولوجية للتواصل الجماهيري(7)

إن مجرد سرد هذه المحاولات، يكفي لتثبيت مخاوف "ستاروبنسكي" و "كونتر جريم" إزاء صعوبة كتابة نظرية للتلقي، ما دامت عند "ياوس" تقرّ بمحدوديتها إن هي اكتفت بإنجازاتها، متجاهلة الجهود الأخرى خارج حقل الأدب، ومن ثمّ تقرر وجوب تظافر هذه الاختصاصات في لقاءات بين أقطابها لنسج الصيغة الموفّقة للحديث عن التلقي والتأثير، استناداً إلى أسس علمانية بحتة، ومن ثم إمكانية كتابة تاريخ للتلقي يكشف عن الوجه الآخر للأدب. ذلك أنّ الموضوع الحقيقي للبحث في التلقي يتأسّس على عمليات التلقي نفسها. إلاّ أنّ التلقي لا يمكن تمثله جملة واحدة يحدث عند لقاء النص والقارئ، بل يجب ملاحظته وهو يتمفصل إلى ثلاثة مراحل، تتّسم كلّ واحدة منها بخطورتها الخاصة: إذ نلحظ ابتداءً: عملية التلقي، ثم ناتج التلقي، والتأثير والتلقي. فتتخذ العملية مساراً شبه مغلق، يجدّد مكوناته دوماً على سيرورة الفعل القرائي. لأن عملية التلقي لا تحدث بعيداً عن الذات والوسط والظرف ونوع التوقع (أفق الانتظار). وهي عناصر يتقاطع فيها السيكولوجي، والاجتماعي، والفني. أمّا ناتج التلقي، وإنْ كان جملة من الردود الفورية التي تنتاب القارئ أثناء التلقي سلباً وإيجاباً، فإنّها تشوّش اعتقاداً مترسباً، شكلّته قراءات سابقة فأضحت ترسم حدود الموقع الذي يتمّ فيه التلقي الجديد.

أمّا تأثير التلقي فوجهته عكسية إذ يرتدّ إلى الذات، في اضطرابها وتشوشها ليعدّل، أو يحوّر، أو يثبّت الاعتقاد الأولي، وليزحزحها عن الموقع الافتراضي إلى موقع جديد.وما دامت غلبة العامل السيكولوجي على عناصر التلقي - في عملية التلقي ذاتها- تحتوي على مرحلة الإدراك الحسي، ومرحلة الإدراك، ومرحلة ما بعد الإدراك، والتي تتضمن الناتج والتأثير فإن "البحث في عملية التلقي يبقى بالدرجة الأولى من مهام سيكولوجيا القراء، والتي لا يمكن لها أن تتميز منهجياً عن سيكولوجيا قراءة تستهدف اللحظة الراهنة إلا كسيكولوجيا تاريخية للقراء"(8). غير أن ما يلاحظ على الدراسات السيكولوجية لفعل القراءة، وقوفها عند عتبة التأمل النظري أو الإيديولوجي، وذلك لاهتمامها بالجوانب البيداغوجية كمعيش القراءة، وتربية القراء، والاكتراث بالقراءة والمعرفة بها...(9).
إن دراسة "عملية التلقي" من الوجهة السيكولوجية، تستثمر مصطلحات أخرى تتوازى والذي ذكرناه سالفاً، ذلك حين يميّز "غونتر ليمان" في "أوجه سوسيولوجية وسيكولوجية للتلقي" بين الاستقبال، والتقييم، والاستثمار، وهي عين الخطوات الأولى التي تقف عند التلقي، ثم ناتجه وتأثيره، إذ يتحوّل هذا الأخير إلى استثمار يفضي إلى إنشاء وبناء أفق جديد، حتى وإن كان غيره من الدارسين يميّز بين تلقي القارئ العادي، والقارئ المختّص. ما دامت المتعة تقود وتحدّد مبتغاه، وتسلك المعرفة بالثاني سُبل الموضوعية العلمية(10)

لذا فإن ما يقويّ فرضية تقاطع السوسيولوجي/ السيكولوجي في عملية التلقي، وفي الكشف عن ميكانزماتها، يتحدّد في حجم مصّغر على مستوى الذات الواحدة. إذ تخضع للتحليل فإنها لا تعطي -حتماً- نفس النتائج، بل تعكس كل حين صورة جديدة للتلقي، يتحوّل معها النّص إلى كائن لا تتحدّد هويته الأدبية قبل التلقي، بل إثْرَه عندما يتمّ الوقع، لأنّ النص في لقائه بالقارئ، يقاطع ذاتاً يتقاطع فيها السوسيولوجي والسيكولوجي في آن من خلال شبكة متعاقدة، يصعب فرزها أثناء عملية التلقي، لأنّ النص "كنسيج قار من الرموز، يختلف من متلقٍ لآخر، لأن تلقيات النص الواحد تختلف عن بعضها، ولو كانت الذات المتلقية واحدة. وذلك باعتبار أنّ فعل التلقي يخضع لشروط خارجية (المكان، والزمان، ووضعية فعل التواصل) كما يخضع لشروط أخرى داخلية (بيولوجية، وسيكولوجية، وأخرى تتعلق بمعطيات وضعية المستقبل الاجتماعية) وعلى هذا الأساس لا يمكن أن يكون هناك تطابق بين النّص الذي يُنتج وبين نفس النّص حين يخضع لتلقٍ ما، وذلك نظراً لتباين طرق وظروف عملية التواصل هذه، إضافة إلى اتساع الفارق الزمني، بين نشأة النص، وبين تلقيه، يزيد من الفارق التواصلي، ومن هنا سيكون علينا أن نستبدل تسمية النص "الموضوع الجمالي" باسم "النص الظاهرة". وذلك لأنّ التسمية السابقة تتضمن حكماً مسبقاً يُسلِّم بأدبية النّص، في حين أنّ أيّ حكم يخصّ أدبيّة نصّ معين - من وجهة نظرية التلقي- يجب أن يكون كنتيجة وليس كنقطة انطلاق.
وما يبرر لجوء جمالية التلقي إلى التخصصات المختلفة هو إعادة ضبط بعض المفاهيم السائدة كالنّص، والشعرية، والأثر، والعمل الأدبي... لأنّ الاقرار بالمقاييس، والمعايير في النقد التقليدي محدّدة سلفاً، وتبقى مهمته إثباتها في الأدب ثانية.

هوامش:
1-
جان ستاروبنسكي. نحو جمالية للتلقي (ت) د. محمد العمري. مجلة دراسات سيميائية أدبية. ع6.

1992 الدار البيضاء ص 43.

2- م س ص 43.

3- م س ص 43.

4- كونتر جريم. التأثير والتلقي: المصطلح والموضوع. (ت) أحمد المأمون و د. حميد لحميداني. مجلة دراسات سيميائية أدبية ع 1992 ص19.

5- جان ستاروبنسكي. م م س ص 47.

6- كونتر جريم.. م م س ص 20.

7- م س ص 29.

8- انظر م س ص 30.

9- انظر م س ص 29. الهامش.

10- أنظر.م س ص 18.

التعليقات

مجذوب العيد

 سأكون مباشرا وأقول إن التلقّي من وجهة نظري هو استماع أو قراءة مصحوبين بفهم ما معقد جدا يرتكز على معارف القارىء وميولاته و مستواه ودرجته من اللغة وووو لذا فإن التلقّي متعدد الأغوار وغير منتظم في نظرية واحدة نظرا إلى لا نهائيات الاحتمالات المعرفية والنفسية للقارىء .... ثم ّ إن الحكم المعياري هو في الأخير نفسي أقصد هنا بنفسي ( روحي / عقلي ) ينسجم أو لا ينسجم مع قبليات الجمال عند القارىء وبديهياته و تأثيراته القرائية القبلية أيضا و المتعارف عليه و المؤثر تأثيرا خطيرا في نزاهة الحكم ..

ثم ّ إن ما دل ّ على أنه بلاغة منذ القدم في حياة النّاس تلعب دورها في صنع التلقّي بالضرورة الإيجابي إن جاز هذا التعبير وغير ذلك فهو سلبي .... لذا الأمر معقد جدا لكن عندما نوحّد جماليات النّص نوحّد معيارية التلقّي مستقلة عن القارىء والتي يجب لأن يرتقي إليها أو هو في مستواها ...
أخي مونسي لعلّي ما فهمت شيئا من التلقّي لكنّي من خلال اللفظة تحدّثت بما أعرف خارج التّخصص .... أستسمحك إن خرجت عن النّص وشكرا  

حبيب مونسي

 الأخ الفاضل مجدوب.. إن فطرتك تقودك إلى الكلمات الصادقة التي تعبر بها عن رأيك..لقد قصدت من وراء هذه الورقة الكشف عن أن ما يذكره البعض في كثير من أحاديثهم الأدبية من شأن نظرية التلقي بعيد كل البعد عن الأفق الذي سطر للنظرية حينما أطلقها أصحابها أول الأمر فلم يكن الشأن فيها لكي تكون منهجا لمدارسة النصوص وإنما كان لكتابة ضرب من تاريخ التلقيات.. أي أن نؤرخ لجملة التلقيات التي تعتور نصا أديبا ونكشف عن التنوع في الحاصل بين تأثر وتأثير ووقع وناتج للوقع وعلاقة كل ذلك بالظرف التاريخي والشرط المكاني الذين يكتنفان التلقي.. إننا حين نسمع في أمحيطنا الأدبي من يتحدث عن التلقي كما تحدثوا عن البنيوية من قبل ولم يروا فيها إلا إجراء فجا لمعلجة النصوص، وهي الفلسفة البديلة التي جاءت تطرح الكينونة بدل الهوية أي يجيب عن الكائن الموجود دون أن تسأل عمن هو.. أرجو أن نوفق بهذه الأوراق في لفت الانتباه إلى الشطر الفلسفي للقضايا التي بات الأدب يرزأ تحت نيرها بفعل هؤلاء.. فمن فاتته القراءة الفلسفية للمفاهيم والاصطلاحات فاته كل شيء والله أعلم... دم طيبا 

الأستاذ لحسن عزوز

 رؤيا ..أفضل و أدق .....و لا يمكن طرح التساؤل ..فلسفة أم منهج ..لأن نظرية التلقي في جوهرها أقامت العلاقة و حددت تفاصيل التعالق .. 

مولاي متقدم

 لا يمكن لأي دارس أن ينكر مدى التداخل والتشابك الذي تضعك فيه نظرية التلقي..لأسباب عدة منها أنّها نشأت في أحضان الظاهراتية...ولكن مع بعض المكابدة والمناقشة والمحاورة مع الكتب الخاصة بالنظرية ومع الكثير الكثير من الشرح المبسط من أساتذتنا الأفاضل الملمين بالنظرية يمكن للطالب ولوج هذا الحقل المعرفي مطمئن البال....دمت في رعاية الله استاذنا


تعليقات

  1. مرحبًا، أنا سعيد جدًا الآن لأنني حصلت اليوم على قرض بمبلغ 60 ألف دولار من هذه الشركة الجيدة بعد أن جربت عدة شركات أخرى ولكن دون جدوى هنا رأيت إعلان Sunshine Finance وقررت تجربته واتبعت جميع التعليمات. وها أنا سعيد اليوم، يمكنك أيضًا الاتصال بهم إذا كنت بحاجة إلى قرض سريع، تواصل معهم الآن عبر هذا البريد الإلكتروني:
    (contact@sunshinefinser.com) أو
    واتساب: +919233561861

    شكرًا.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،