التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخيال العلمي كما قرأته وكما أريده.. بقلم: حبيب مونسي



 https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEh_-cjkWeGyaMr70LxAd-ahVlPZ9cu0v9MkXFzh13RfKd_qU7F42FNUcUvgPsPeWMacK7AeBI-u0F6UiePZ0mKUCT6j1Daf36uuTBDWuM7YcNVCLe9CDPn1pW3BTgmiCnmHh6fjztNncMQ/s640/blogger-image--955521717.jpg
الخيال العلمي كما قرأته وكما أريده..
حبيب مونسي
أولا: واقع الخيال العلمي في الرواية والسينما:
عالجت الروايات ومن بعدها السينما الخيال العلمي من زوايا متعددة، غير أنها اتفقت كلها على النظر إلى المستقبل باعتباره مصدرا للخوف والقلق وأنه لا يحمل في طياته إلا ما يهدد البشرية في كينونتها الذاتية أو في منجزاتها المادية والمعنوية.
وقد يكون غزو الفضاء والبحث عن العوالم البديلة: هو الحلم الذي يراود المخيال العلمي، ويغذي نظرته إلى الفضاء المديد بنوع من التشوف والترقب والأمل، وعلى طرف لسانه هذا السؤال البسيط.. لا يمكن لهذا الاتساع المهول إلا أن يكون مأهولا.. فهذه السماوات والكواكب والمجرات والمسافات المتباعدة التي تعجز دونها الأرقام لا يليق بها أن تكون فارغة من أشكال الحياة، ولا لهذه المليارات من الكواكب  والنجوم إلا  أن تكون فضاء مهيئا للعيش في أشكال وألوان لم تبلغها بعد عين الإنسان.

 
ولن يكون أمام الإنسان إلا محاولات التدرج نحوها خطوات، يمد رقبته خارج طوق الكوكب الذي يأويه، متخطيا جاذبيته التي تشده إلى ترابه وتاريخه الطويل.. قد تكون الخطوات مسكونة بكثير من التعثر ميدانيا ولكنها في الخيال ستكون خطوات جبارة يطوي من خلالها الإنسان  الأبعاد، ويتجاوز السماوات، ويتخطى المجارات في قفزات عملاقة تمكنه منها أدوات ابتدعها البحث العلمي الجبار.
بيد أن هذا الحلم كثيرا ما يصطدم بالمجهول، فيتوه الإنسان في أطراف الفضاء، وتتلاشى بين يديه علاماته التي كانت تهديه من قبل، فلا نجما ولا كوكبا مألوفا يدفع عنه حيرته وغربه ولا سهما يشير إلى وجهته التي أقبل منها ولا إلى الجهة التي هو ذاهب إليها. وهنا يتحول الفضاء الذي كان مصدر حلم إلى مجال فوبيا ويضيق الاتساع الرهيب ليحل محله ضيق الفراغ الذي لا ينتهي إلى شيء معلوم. بل يكشف الفضاء الوديع عن حقيقة رهيبة بما يطرحه من أخطار ليست في حجم الإنسان ولا في هشاشة مركباته، إذ هو ثقوب سوداء تلتهم المادة، أو نجوم تحتضر مقبلة على انفجاراتها الكبيرة التي تطوح بالمادة في كل الاتجاهات، أو مادة سوداء معتمة تحلل كل مادة تحتك بها..أو سدم كثيفة يصعب الخروج منها، أو أزمنة متمددة وأخرى متقلصة يتلوى فيها الفضاء في أبعاد مجهولة لا يقدر الجسم الإنساني مقاومتها، ولا تثبت أمامها معادن مركباته الأرضية الهشة.
وكلما تقدمت المعرفة العلمية وبينت حقيقة الفضاء وأماطت اللثام عن طبيعته العدائية كلما التفت الخيال إلى مسألة أخرى لها صلة بالحياة ذاتها. إذ لابد للكائنات التي تعمر هذا الفضاء القاسي أن يكون في تكوينها البيولوجي وفي معرفتها العلمية ما يجانس ذلك الفضاء. فهي إذا من هذه الناحية لا بد وأن تكون أقوى وأشد وأشرس وأفتك، ولابد أن تكون في هيئاتها  على ما يخالف الهيئة الإنسانية التي تتجانس ومجالها الحيوي وكائناته التي تقاسمها ذات المجال. ومن هنا صرنا أمام عدائية مزدوجة كثفت من مخاوف الإنسان وأحالت الحلم الجميل الذي كان يسكن قلب الناظر إلى القبة السماوية إلى كابوس يدفعه إلى تخيل سيناريوهات متعددة، ترتسم فيها مخاوفه الطفولية ارتساما يخلق أشكاله من أشكال الحشرات التي يتقزز من رؤيتها على الرغم من كونها كائنات لا تشكل خطرا مباشرا يقلقه. غير أنه يأخذ من أشكالها البشعة صورا يضخمها لتغدو صور تلك المخلوقات الآتية من أعماق الفضاء باحثة عن الكلأ، والماء، والمعادن، أو في نيتها أن تتخذ من الإنسان مزرعة حيوانية لحاجاتها البروتينية.
اجتهدت الروايات في رسم هذه الكائنات واختارت لها من الأسماء ما يناسب بشاعتها، ورصدت لها من القوة ما يجانس فتكها وسراشتها، وقدمتها في ثنائية مرعبة جدا: امتلاكها للتقنية المتقدمة جدا الاتي تمكنها من السفر عبر المجرات، وجوب أطرافها في سفن جبارة، وقدرتها على القفز بين العوالم والأزمنة،وأنها لن تتوقف في كوكب الأرض إلا ريثما تحيله إلى مزرعة مبرمجة ثم تمضي إلى استعمار عوالم أخرى.. بيد أن هذه الفكرة ليست فكرة طارئة على الإنسان الغربي لأنه يمارسها باستمرار في استعماراته وتدخلاته المسلحة هنا وهناك في أطراف الأرض. غير أنها في الخيال العلمي تأخذ هذا البعد الكوني الذي يجعل من الإنسان ضحية في كل الأحوال سواء خرج إلى الفضاء الفسيح أو جاءه هذا الفضاء إلى عقر داره.
ثانيا: ما أريده من الخيال العلمي.
بعد تطواف طويل في متاهات رواية الخيال العلمي الغربية التي عرفت كيف تشدني إليها من خلال سحر السرد، والقدرة على نسج عوالم جديدة وما تبثه فيها من مغامرة وشجاعة، انتهى بي المطاف إلى دائرة أضحت الحكايات فيها متشابهة، وبلغت الأفكار قمتها التي يجب أن تنزل مرة أخرى إلى الحضيض، وتناسخت الروايات الأفكار والمغامرات والعوالم.. وتراجعت الرواية الغربية نحو عوالم أخرى عجائبية سحرية لا علاقة لها بالعلم وإنما تعود أدراجها إلى الماضي السحيق وتعاويذه المطمورة في الأقبية والأهرامات والأدغال، وتراجع المخيال العلمي إلى رسم الكوارث التي تصنعها الطبيعة أو يرتكبها الإنسان، وأضحى العالم الذي يؤثث الرواية هو عالم الأحياء/الموتى أو عالم "الزومبي" وعاد مصاصو الدماء والمستأذبون إلى الظهور، وكتبت صفحات جديد من قصص "الأخوين غريم" مجددا تحت شعارات فيها شيء يسير من العلم والتكنولوجيا.. وكأن الذائقة الغربية نفرت من الحذلقة العلمية وعادت أدؤراجها إلى حنين قصص الجدات في ليالي الشتاء الطويلة.
إنه العالم الذي لا يناسب شارة الخيال العلمي ولا يمكن أن يقدم للمشاهد شيئا جديدا خلا التسلية الباردة التي سيستفيق منها على واقع مختلف لا صلة له بما كان يشاهد في الفيلم أو يقرأ الرواية. وكأنه عودة المخيال إلى طفولته الأولى في عمق غاباته الماطرة ولياليه الشاتية الباردة.. وكل قصة من قصصه تفتقر إلى رؤية للحاضر أو الماضي أو المستقبل، بل هي قصص تختلق أطرها المكانية والزمانية وشخصياتها كما تشاء من غير ضابط تاريخي أو جغرافي أو ثقافي وإنما تعمد إلى تركيب عجيب يسمح لها بقدر كبير من الإثارة والسحر.
وكان أمامي أن أسأل نفسي عن دور الخيال العلمي.. هل سأكتب تمجيدا للعلم وإيمانا بمنجزاته كما فعل جول فارن وإسحاق أسيموف مثلا؟ أم أكتب تحديرا منه ومن سطوته وانقربه على البشرية كما فعل العديد من الروائيين الغربيين بمهارة كبيرة؟ أم هل أرى للخيال العلمي مهمة أخرى غير تلك التي وصفت من قبل؟.. كان أمامي أن أحدد المهمة أولا للكتابة فيما أحسبه أدبا يمكن الاستفادة منه على الصعيدين الفني والنفعي، فتكون الرواية الخيالية ممتعة وفي الوقت نفسه تحمل تصورا عن المستقبل كما يمكن أن يحدث في الأزمنة القريبة أو البعيدة؟
كان اهتمامي منذ أمد بعيد بما وقع في الأحاديث النبوية الشريفة من أخبار تتصل بمستقبل الأمة الإسلامية في صلتها بذاتها أولا وفي اتصالها بغيرها من الأمم وفما يعتور الكون من تبدلات وتحولات تصيبه فتؤثر في الناس تأثيرا مباشرا يكون له الأثر الحاد على معاشهم واجتماعهم. وقد جمع "نعيم بن حماد المروزي المتوفى 288 " في كتابه "كتاب الفتن" كل الأحاديث التي تناولت المستقبل القريب والبعيد جمعا واحدا يحتاج إلى مراجعة وتخريج وترتيب.. غير أن مادته صالحة للروائي إن أراد أن يكتب منها سيناريوهات المستقبل، وأن ينظر من خلالها إلى المسقبل انطلاقا من الأحداث الجارية بين يديه. وهنا أريد أن أضرب مثلا حتى يتضح الأمر أكثر.. فحينملا أقرأ مثل هذا الأثر: قَالَ ابْنُ حِمْيَرَ، وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ الْعَنْسِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: «لَيَبْلُغُنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِي اتَّخَذَ بِجَبَلِ الْخَلِيلِ مَنْزِلًا وَأَغْبِطُهُ» ، قِيلَ: وَلِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: «لِأَنَّهُ سَيَنْزِلُهُ أَهْلُ مِصْرَ، إِمَّا يُحْبَسُ نِيلُهُمْ، وَإِمَّا يُمَدُّ فَيُغْرِقُ حَتَّى يَتَمَاسَحُوا جَبَلَ الْخَلِيلِ بَيْنَهُمْ بِالْحِبَالِ» "حماد ج:1.ص: 271" أجد ثلاثة حقائق: الأول أن أهل مصر سينزحون إلى فلسطين ويسكنون جبل الخليل فيها تحديدا. والثانية: أن سبب ذلك يكون نزوحا دافعه احتباس النيل عن الجريان وذهاب مائه وتفشي العطش والجفاف بأرض مصر كلها. والثالثة: أن النبيل يفيض فيضانا "تسوناميا" يغرق مصر إغراقا كليا ونحن نهلم أن كل مدن مصر على الضفتين من النيل.
هنا يجد الروائي نفسه أمام أرضية صالحة لكتابة سيناريو مستقبلي يخص بقعة من العالم العربي هي مصر وفلسطين. وبين يديه من المعطيات ما يمكن أن يؤسس عليه حدثا محتمل الوقوع خاصة إذا نظر إلى الواقع بين يديه يقدم له خيوط البداية تقديما جليا. إننا اليوم أمام ما يسمى "سد النهضة الإثيوبي" وقد كثرت دراسات الخبراء فيه لتكشف عن أثره السيء على السودان ومصر، وأن الأسوء سيكون من حظ مصر، بل بدأت علامات تراجع النيل وتصحر الأراضي التي كان يفيض عليها من بعد بناء السد العالي في أوسط القرن الماضي وتراجعت خصوبة الأراضي المصرية سنة بعد سنة فلجأت الوزارات إلى التخصيب الكيماوي الذي بلغ حدا قاتلا في السنوات الأخيرة متسببا في أمراض لم تعرفها مصر من قبل. وليس أمام مصر إلا طرحان اثنان لا ثالث لهما. أما وقد أنجز السد وتم تخزين كميات هائلة من المياه فيه، فستتحول مصر إلى "حارسة" لسلامة السد على الرغم من عطشها الشديد وحاجتها إلى الماء، ويكون السودان أشد منها حرصا على سلامة السد خوفا من انفجاره واندفاع مياهه صوب سهوله ومدنه.. حتى تحتبس المياه الهائجة مهلة في السد العالي الذي سينفجر بدوره ليغرق مصر، ويتحقق بذلك ما جاء في الخبر أعلاه. وقد يكون السينايرو الذي أراه محتملا جدا.. هو أن تعطش مصر وتتفشى فيها المجاعات حتى توشك على الهلاك، فيتحرك بعض أبنائها وهم يعلمون سبب المصيبة التي حلت بهم فيقبلون على تفجير السد.. فيكون الخبر بشقيه خبرا صحيحا.. جفاف النيل ثم فيضانه فجأة.. فتخرج البقية الباقية من مصر على وجهها باتجاه غزة ثم الخليل..
هذا ما دعاني إلى محاولة استثمار هذه القواعد الخبرية في الآثار لأبني عليها سينايوهات تكشف وجه مستقبل مرتقب شديد المصداقية تستفيد منه الجهات المعنية إن هي أحسنت القراءة والنظر. ذلك ما صنعته في روايتي "جلالته الأب الأعظم" حينما اعتمدت على شخصية "المسيح الدجال" لرسم صورة لحكم توتاليتاري مستبد يستعبد الناس ويعيد توزيعهم طبقات من أجل أن يجلس على عرش الربوبية. كما أعطيت للعلم مكانته في إدارة هذه المملكة الجهنمية المستبدة.
هذه هي رسالة الخيال العلمي كما أراها حتى لا يضيع وقت القارئ في قصص وحكايات لا أول لها ولا آخر ويخرج منها بكوابيس فقط. فالرواية التي تبنى على خبر يقيني أو شبه يقيني تفتح أمام القارئ سبل قراءة مختلفة للواقع الذي بين يديه.. فبناء سد في أثيوبيا قد لا يلتفت إليه أحد من الناس ولكنه حينما يكون مرتبطا بنبوءة إسرائلية تتحدث عن جفاف بحيرة طبرية التي تشرب منها إسرائيل اليوم وأن ليس أمام إسرائيل إلا البحث عن سبل إمدادها بالماء العذب. وقد أصبح من السهل اليوم نقل مياه النيل الأبيض في إثيوبيا  في أنابيب عبر البحر الأحمر إلى صحراء النقب ومنها إلى البحيرة  كما ينقل النفط والغاز عبر البحار والصحارى. وأن قسطا سيروي عطش السعودية بالمناسبة وقد اشترت جزيرتين في عرض البحر الأحمر ربما تمهيدا للمشروع الضخم.
ثم إن خبرا آخر يقدم إمكانية لتعزيز هذا الوعي الجديد الذي يتأسس على النصوص.. فقد قرأنا في كتاب الفتن ل"حماد بن نعيم المروزي" (ج:1. ص: 213) كذلك قوله: " عَنِ الْحَكَمِ بْنِ نَافِعٍ أَبِي الْيَمَانِ الْحِمْصِيِّ، حَدَّثَنَا جَرَّاحٌ، عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ تُبَيْعٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «لَيُوشِكَنَّ الْعِرَاقُ يُعْرَكُ عَرْكَ الْأَدِيمِ، وَيَشُقُّ الشَّامُ شَقَّ الشَّعْرِ، وَتُفَتُّ مِصْرُ فَتَّ الْبَعْرَةِ، فَعِنْدَهَا يَنْزِلُ الْأَمْرُ» وفي الخبر ترابط عجيب بين أحداث يجمعها واقع الشام الدامي اليوم من بغداد إلى أسيوط.





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،