التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف آراء ومواقف في الفكر

تأملات..لإبداع والمنهج... هل هناك تنافر بينهما؟ يكتبها حبيب مونسي

  يتخوف كثير من الفضلاء من اتهامنا للمنهج العلمي بخطواته المعروفة لدى العام والخاص في مجال العلوم الإنسانية عموما، بأنه من معوقات الإبداع، ومن العثرات التي تسد طرق الانطلاق نحو تفجير الأفكار واستغلالها بما يكون جديدا على المعرفة، مضافا إليها، بحسب اجتهاد المجتهد، وقدرته على التفرد والاختلاف. قال بعضهم أننا إذا تخلينا عن المنهج فسنكتب بطريقة عشوائية لا تحقق لنا العلمية المطلوبة في البحوث، ولا ينال ما نكتبه شرف الانتساب   إلى   المعرفة العلمية المعترف بها. وهذا أول الأوهام التي يزرعها المنهج في نفوس عُبَّاده وملتزميه. لأنك إن سألت مفكرا يعالج فكرة في خلده، ثم يريد لها أن تكون مسطورة في كتابه ومقالته، فسيقول لك بصدق، أن الفكرة حينما تكتمل في الذهن، وتتشكل في التصور كيانا قائما بذاته، هي التي ستوجد لنفسها مسلكا تسلكه للخروج إلى المتلقي لتقنعه بكل أسباب العرض، والحجاج، والمداولة. ومن ثم فهي التي تشكل منهجها الخاص الذي سيتبعه الكاتب في عرضها لغويا وأسلوبيا. بل قد يقول لك بعض المتمرسين في فن الكتابة، أنهم لا يفكرون أبدا في ذلك، لأن الفكرة مثل الجنين، إذا تخلق في الرحم اك...

عتبات العمر... ولحظات الحياة متى أكون سعيدا؟ متى أكون جميلا؟ غدا أو بعد غد؟ كتبه حبيب مونسي.

كلما وصل الإنسان إلى عتبة من عتبات العمر يظن أنه أصبح خبيرا بالحياة وأنه يمكنه أن يدلي بدلوه في شؤونها، وأنها أضحت واضحة القسمات بينة الجهات، يمكنه أن يجري فيها أقاويله بيسر وسهولة، فإذا تغيرت العتبة أو صادفه في مسالكها ما لم يألف شعر بكثير من الخيبة والمرارة ووطن نفسه على فهم جديد، وهو لا يدرك أن الحياة في تقلباتها إنما تتحول هي الأخرى بحسب أحواله وسياقاته التي تكتنفه. كما أنه ينسى في كثير من المواقف أن للحياة سنن يجريها خالقها من فوق كل قانون ومن فوق كل احتمال وأنها هي الأخرى تجري لمستقر لها مهما بلغت حكمة البشرية من الرقي أو مهما وصلت في سيرها إلى الحضيض والانحطاط.. شيء ما في عتبات العمر يوحي للإنسان أنه بلغ مبلغا من العلم، وأشياء أخرى في مجرى الحياة تريه من مفاجآتها أنه لم يدرك شيئا على الإطلاق. وأن تقدمه فيها، وسعادته مرهونة باللحظة التي يعيشها فقط، فإن أحسن فيها صنعا كانت له وإن أساء كانت عليه.. لا شيء في العمر يشي بأننا سنكون أحسن حالا غدا أو بعد غد.. إن لم ندرك أن الغد صنيعة هذه اللحظة التي بين أيدينا... وحينما يطرق الموت أبوابنا في أخ نفقده أو صديق نودعه أو أم نحرم من ح...

كيف يحاصروننا معرفيا وثقافيا..... الدراسات الأنثروبولوجية والفلكلور مثلا... كتبه حبيب مونسي..

إ ذا كان البحث في الآداب الشعبية يقوم على ترسانة متينة من النظريات والفرضيات، ويتمتع بعدد لا يحصى من المخابر والمدارس والدوريات،فإنه في خبيئة الرؤية التي يتّشح بها قريب الشبه بالدراسات الاستشراقية،التي مهدت الطريق أمام الموجات الاستعمارية التي عرفها العالم العربي والإسلامي. لأن نظرية مثل النظرية الوظيفية التي تأسست على يد العالم الأنثروبولوجي "فرانز بواز"وتلميذته "روث بندكت" ترى في الفلكلور:« حلقة وصل بين المأثورات الشعبية والأنثروبولوجيا. وتقوم هذه النظرية على رصد وظيفة الفلكلور في المجتمع سواء أكانت تعليمية، أم دينية، أم اجتماعية، أم ثقافية، فالفلكلور في رأي "بواز" مرآة عاكسة لطبيعة المجتمع، أما في نظر "بندكت" فهو وسيلة لخرق عادات وتقاليد المجتمع.» والمفارقة بين الأستاذ وتلميذته يقف عند اعتبار الفلكلور مرآة عاكسة لطبيعة المجتمع، تعرض على الناظر صورة الفطرة فيه، أو صورة الواقع الثقافي الذي يتمح منه أصالته ومعاصرته. ومن ثم يتكشّف المجتمع أمام عين الدارس في أدق خصوصياته الحميمية التي تفصح عن طرائق التفكير، وألوان الاستجابات،وأبعاد الرغبات...

بدأ الإسلام غريبا .. وسيعود غريبا..فهم جديد... كتبه حبيب مونسي

كان في ذهني أنا أقرأ هذا الحديث في مقال لأحدهم أن معنى "سيعود" يراد منه عودة الدين مجددا للحياة محمولا في قلوب مؤمنين جدد، وعلى أكتاف غرباء يعتنقونه من أجناس أخرى، تدرك قيمته، وتعرف قدره. فتخرج به إلى الناس كما خرج به الرعيل الأول من المسلمين وهم غرباء في فكرهم،غرباء في سلوكهم، غرباء في أخلاقهم، غرباء في تضحياتهم في أعين وأعراف المجتمع الذي خرجوا منه.. غير أنني وأنا أطالع ما يكتبه مسلمون؟؟ - في لغتهم أو لغات  غيرهم- عن الإسلام تشكيكا في نصوصه، وتمزيقا لوحدته، وهدما ليقينياته، وتفتيشا في عورات متدينيه عبر التاريخ وإخراجها للناس على أنها عورات في صلب الدين، ونكسات في صلب المنهج، وخطل في صلب التشريع.. أشعر أن الغربة التي يحملها الحديث تنصرف إلى هذا الحال لا إلى غيره من الأحوال، وإن القادم الذي سيظلل الناس أشد وأظلم، فقد قال الرسول الكريم محذرا من هذا القادم المخيف: ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم-أي بادروا بالأعمال الصالحة- فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) وليس من تفسير لهذا ا...

من الذي صنع العنف؟؟ كتبه حبيب مونسي

من الذي صنع العنف؟  === حينما نتدبر الأمور بسعة أفق تتكشف أمامنا حقائق عن واقع الحال كانت مغيبة تحت ضجيج الأقاويل وصخب المتكلمين ممن يتبادل التهم بدل البحث عن الحقيقة في جوهرها. إذ ليس الهم عند هؤلاء الوصول إلى الحقيقة وإنما الانتصار إلى الرأي وإرغام الناس على قبوله بعد ذلك. ومن ثم كانت مسألة العنف الذي يسكن العالم اليوم في كل مظاهر الحياة، من القضايا التي ترفض كل الأطراف تلمس الحق فيها، لأنها متهمة ومسؤولة، ولا تستطيع أن تتراجع، لأنه لم يعد في قانون الأشياء م ا يسمح بالتراجع.. يقول قانون بسيط من قوانين الفزياء والمادة: أن كل فعل له رد فعل مساو له في القوة معاكس له في الاتجاه. وهو قانون مشاهد في المادة والأفعال المتصلة بها، غير أنه دسيس الفعل بالغ الأثر في المشاعر والمواقف وما يتصل بها من أفكار، يتجاوز الزمن فيكون أثره عميقا في الأجيال التي تأتي من بعد. كانت حركات المقاومة ردة فعل على استعمار غاشم، وسمي التخلص منه استقلالا، وكان ما بذله الأهالي جهادا ونضالا. وكانت الحملات التي قادها مفكرون متنورون وحداثيون علمانيون من الضفتين غزوا ثقافيا، وكانت ردة الفعل مجابهة تتحرك عل...

لماذا نكرر خطأ الماضي في حاضرنا؟ بقلم : حبيب مونسي

إن الذي قال بأن التاريخ يتكرر ويعيد نفسه لصادق.. وكأن الأخطاء التي وقع فيها الأولون لازالت اليوم تكرر بنفس الدرجة والحماقة.. إقرأ هذه الصفحة وسترى أننا لم نفطن بعد، وأننا نساق إلى عاقبة وخيمة نصنعها بأيدينا.. ونحن نحسب أننا نحسن صنعا.. ثم احكم .. لماذا نكرر خطأ الماضي في حاضرنا؟

التأويل أوالمعنى... أيهما أولا..؟ بقلم : حبيب مونسي

يكثر الحديث في السرد عن النص التحتي.. ما هو؟ هل هو نص حقيقي أن أنه نص إفتراضي؟ ما قيمته؟ ما درجة حضوره في النص الظاهر؟ هل فهمنا دوره؟ هل يكتبه الراوي؟ أم أنه يكتب نفسه؟ أم أنه يتخلق حين الكتابة كائنا تحتيا يعيش في ظل النص الظاهر؟

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

تسلط الأمكنة.. حينما يتحول المكان إلى مصنع للجريمة!! بقلم : حبيب مونسي

حينما شرعت في كتابة مدخل لكتابي "فلسفة المكان في الشعر العربي" والذي أردت له ابتداء أن يكون مقاربة للمكان من وجهة عربية صرفة، بعيدا عن التنظيرات الغربية للمكان، إيمانا مني بأن المكان العربي مختلف عن المكان الغربي،