يتخوف كثير من الفضلاء من اتهامنا للمنهج العلمي بخطواته المعروفة لدى العام والخاص في مجال العلوم الإنسانية عموما، بأنه من معوقات الإبداع، ومن العثرات التي تسد طرق الانطلاق نحو تفجير الأفكار واستغلالها بما يكون جديدا على المعرفة، مضافا إليها، بحسب اجتهاد المجتهد، وقدرته على التفرد والاختلاف. قال بعضهم أننا إذا تخلينا عن المنهج فسنكتب بطريقة عشوائية لا تحقق لنا العلمية المطلوبة في البحوث، ولا ينال ما نكتبه شرف الانتساب إلى المعرفة العلمية المعترف بها. وهذا أول الأوهام التي يزرعها المنهج في نفوس عُبَّاده وملتزميه. لأنك إن سألت مفكرا يعالج فكرة في خلده، ثم يريد لها أن تكون مسطورة في كتابه ومقالته، فسيقول لك بصدق، أن الفكرة حينما تكتمل في الذهن، وتتشكل في التصور كيانا قائما بذاته، هي التي ستوجد لنفسها مسلكا تسلكه للخروج إلى المتلقي لتقنعه بكل أسباب العرض، والحجاج، والمداولة. ومن ثم فهي التي تشكل منهجها الخاص الذي سيتبعه الكاتب في عرضها لغويا وأسلوبيا. بل قد يقول لك بعض المتمرسين في فن الكتابة، أنهم لا يفكرون أبدا في ذلك، لأن الفكرة مثل الجنين، إذا تخلق في الرحم اك...
العقد الفريد.. مدونة في الأدب والنقد والفكر.. نحاول أن نضع فيها ما يوضع في العقد الفريد من جواهر حسان مما صاغته أيدي الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين.. ليكون فضاء للتفاعل والمثاقفة...