التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وحي المساء.... أي ذكــرى؟ نثيرة ... يكتبها حبيب مونسي..

أي ذكــرى؟

يسكــب ... دمعتـــه
يمســح الخـدّ الشـاحب
ويبتســم ..
يرفــع الطرف قليلا
والصــوت المتهدّج الحزينــا ..
ثم يمضي  وراء  اللـغة  متعبــا
يروي حكايات الأمـس البعيـد .
يفتـح دهالـــيز الصدر
على ضوء باهـت الشعلـة ..
لينفض عتمات  الأزمنــة .
فتضجّ أشرطــة  الذكرى
وقد أزعجهــا التـذكار .
تستنكــر وشوشــات  الحاضر
فتتثاءب مثقلة اللطرف  من طول رقدتها
تحـدّق من مقـــلتيـه .
تسأل أخاديد الزمن على  وجنتيــه .
تستفسر الشـيب الأغبـر ..
تنـكـر الكـهف الذي تسـكـن .
تتلمّس  أحجـار  الهيـكل الخـرب
وقد سرى  الموت  فـيها وئيــدا.
بين أدراج وبروج ..
تتحسّس لهيب الزفـرات الحــرى
تتجاوب أصداؤهــا..
من هنا وهناك..
ثم أطرق قليــلا...
ينكـث  الأرض عنـد قدميــه.
وقد اهترأت الأصابع كالجذور إلى قرار
تتلمس المنـبت .
تتــلاشى في حمـأة الوحــل
لتغرس الهيـكل المنـخور ... فزّاعة
على ربوة من التــلال السّـمــر.
وحكايات الأمس تتزاحـم في الصدر .
شلالات من نار ..
وشواظ  براكيـن خمـــدت لأيا.ً
هي ذي تعود ..
ترجّ  الهيكل المـكدود رجـّـا .
تقـلع  أحجــاره  اقتـلاعــا .
وتعصـف بالسكينـة والوقــار ..
فيمـتزج الحــاضر بالمــاضي .
خليطا كالنّجـيج يثـعّ.
كصديد الجرح المزمـن العفـــن.
يورّم مـساحات الجسد المحمـوم ..
فيتّســع الجرح ... مدارات وأفلاكا
يطوّحهــا الأنين .
أي ذكـــرى؟
أي غــــدٍ؟
وألواح الصدر ... أسفار ونقـوش
أمجاد تتسامى عـزا وعــروش
أي ذكــرى؟
أي غــدٍ؟
ومواكب الدّنيــا ... لحود ونعوش
أركان تتهاوى وهنــا ... وجيوش
أي ذكــرى؟
وللحاضر أطلال يسكنها اليوم والخراب.
وأهـات تمـوت على الشّفــاه ..

علــى التراب!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،