أي ذكــرى؟
يسكــب ... دمعتـــه
يمســح الخـدّ الشـاحب
ويبتســم ..
يرفــع الطرف قليلا
والصــوت المتهدّج الحزينــا ..
ثم يمضي وراء اللـغة
متعبــا
يروي حكايات الأمـس البعيـد .
يفتـح دهالـــيز الصدر
على ضوء باهـت الشعلـة ..
لينفض عتمات الأزمنــة .
فتضجّ أشرطــة الذكرى
وقد أزعجهــا التـذكار .
تستنكــر وشوشــات الحاضر
فتتثاءب مثقلة اللطرف من طول
رقدتها
تحـدّق من مقـــلتيـه .
تسأل أخاديد الزمن على وجنتيــه .
تستفسر الشـيب الأغبـر ..
تنـكـر الكـهف الذي تسـكـن .
تتلمّس
أحجـار الهيـكل الخـرب
وقد سرى الموت فـيها وئيــدا.
بين أدراج وبروج ..
تتحسّس لهيب الزفـرات الحــرى
تتجاوب أصداؤهــا..
من هنا وهناك..
ثم أطرق قليــلا...
ينكـث الأرض عنـد قدميــه.
وقد اهترأت الأصابع كالجذور إلى قرار
تتلمس المنـبت .
تتــلاشى في حمـأة الوحــل
لتغرس الهيـكل المنـخور ... فزّاعة
على ربوة من التــلال السّـمــر.
وحكايات الأمس تتزاحـم في الصدر .
شلالات من نار ..
وشواظ براكيـن خمـــدت لأيا.ً
هي ذي تعود ..
ترجّ الهيكل
المـكدود … رجـّـا .
تقـلع أحجــاره اقتـلاعــا .
وتعصـف بالسكينـة والوقــار ..
فيمـتزج الحــاضر بالمــاضي .
خليطا كالنّجـيج يثـعّ.
كصديد الجرح المزمـن العفـــن.
يورّم مـساحات الجسد المحمـوم ..
فيتّســع الجرح ... مدارات وأفلاكا
يطوّحهــا الأنين .
أي ذكـــرى؟
أي غــــدٍ؟
وألواح الصدر ... أسفار ونقـوش
أمجاد تتسامى عـزا … وعــروش
أي ذكــرى؟
أي غــدٍ؟
ومواكب الدّنيــا ... لحود ونعوش
أركان تتهاوى وهنــا ... وجيوش
أي ذكــرى؟
وللحاضر أطلال يسكنها اليوم والخراب.
وأهـات تمـوت على الشّفــاه ..
علــى التراب!
تعليقات
إرسال تعليق