التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وحي المساء... آخرون... نثيرة.. يكتبها حبيب مونسي


آخرون
أراني اليوم أتورّق كالدفتر ...
أنثر أحرفي الحزنى على مبسمي ...
كأوراق الخريف المقـــبل
أرفرف حينـا ثمّ أرتمـي
على وجه الدّرب الأغـــبر ...
مكسورا كنهاياتي ...
مجرورا كبداياتي ...
ألوك ألفاظي ... وأمضع حسرتي ...
ثمّ رحت أتورّق كالدفتر ...
!!!  

أسمع صمتي ... ضجيجا.. أنكره ...
ويُسمعني من لغا الناس فازجره ...
يعاودني ... فأعاوده ...
مبحوح النّداء ...
كالنّشيج من حولي ...
يسكنني وأسكنه ...
كهفا معتّم القسمات ...
وفي أوراقي ...
ومداد كلماتي
شيء من النّاس ...
يتهافتون بين الأسطر والصفحات
ثم رحت أتورّق كالدفتر ...
!!!  
فتصادقني ... وجوه وتجاعيد ...
وأعين كسلى ... تهوّم بلا قرار ...
نتقابل حينا ثمّ تزورّ وتدور ...
لا يبين أساها ...
حين تشكو أو تثور
معطلّة ... كالأبار بلا قرار ...
تطل على جدب، خدّده حرّ المصيف ...
وأثخنه عسر المطامع والرّغيف ...
كأنها آيات، نصبت هناك ...
لأوجه القهر، والنّكبات ...
ثمّ رحت أتورّق كالدفتر ...
!!!  
أقرأ أسطري ...
أفك الألغاز... والأحاجي ...
فأعثر فيها على قريبي وجاري ...
وامرأة ... كانت ... فتاة أحلامي ...
يصنعون رتلا ... معطّل اللّسان
ينظرون إليّ ... بلا عيون
يحدّقون  ... ويلعنون ...
ثم يطرقون الرأس في وجوم...
كأشباح أرهقها التسكّع...والعربدة..
فارتدّت إلى الكهوف متعبة ..
تلعن زمنا لا يخاف.. ولا يخيف..
يتساوى فيه النّذل والشريف ...
ثمّ رحت أتورّق كالدفتر
!!!  
وعلى الغلاف ...
عبارة لا تكاد تبين ...
خطّتها أنامل عجلى من سنين ...
لتقيّد شاردة الفكر ...
وكأن الليالي بمثلها لن تجود ...
فعل أمر ... " كـن " ...
سعيد
من الآمر؟ ... من يكون؟..
كيف أكون سعيدا...من أجلك..
كيف؟ 
وهذه الوجوه تطلّ من أوراقي؟ ..
كالحـــة ...
غرثى...
يطويها السّغب..
تئدها الكلمات..
ويبعثها الصّخب
تحملق فيّ...أن أكون...
مخلّصها من هذا المطبّ..

ثم رحت أتورّق كالدفتر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،