التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وحي المساء... سيدي... نثيرة... يكتبها حبيب مونسي.


سيدي
سيدي ... لحظة
إن على طريق ... متاريس وحدود
وعلى الرّصيف  ... أخاديد ولحود
وخلفك عويل المسعفات العجلـى
تنهب الأرض نهبـا ...
تسابـق المـوت إلى المـوت
تتخطـى حفر القنابل.. والقصف
تتخطى الزمن المجنون ... أمامها
وخلفهــا ..
تنسج الثواني ... حبائل الحتـف
*
سيدي ..احترس
أمامك..هذا الصبي المثخن يحمل موتا.
يُرغي.. ويُـزبد
يسب الناس كل الناس.
يضغط على  الزّنـاد ..
رصاصاته تمزق كل شيء
حتـى   يديـه ..
عدّوه فيه ... فيك ... وفي المطر الشّفيف
وفي  كل  ثكلـى تنفـش الشـعرا
تدقّ  الـصدرا.
تمسك الموت ... ملء اليدين ... تلعنه
هو ابنها ... فلذة كبد حرى؟
كيف يحيق به الجنون؟
*
سيدي .. اركض!
السماء تمطر جمرا ..
وحجارة من ســادوم اللّعينــة
وأشلاء ممزّقـة  على المـــدينة..
ومن الجبال..
أنباء السيل  العرم
تتقدم مـواكب الجــنائز والرعب..
تـدكّ أوهامنـا .
تسفّه أحلام ربّــان سفيـنتنــا..
ما أهـون ربــان سفيــنتنــا ..
إذ ا أجرى حــيزومها على اليبس !
*
سيدي ... انتبه
هذا صوت قادم ... يحـاكي أنّة ناي
لا تنخدع .. سيدي
قديفة  تنـعي مـوتاها قبـل الأوان
تحلّق في سماهم ... كملاك ... كشيطان
تتخير الجمع الغـــفير
تتصيّد الأسواق والملاجىء .
كوحش الخرافات ... تلتهم المديــنة
فكيّــه؟   طواحيـن
من صوان.. و شواظ من نحاس
كيف يحـــاكي النّاي؟
تلك عبقريات من ســادوم تتفـجر
ترقّش الموت ... وتبرقـع.
*
سيدي ..عــد
من حيث أتيت ... أماما  ... أو وراء
سواسية.. مشارق ... ومغارب
تطولها الرّجمات والصواعق.
*
سيدي..  غر
سخ ... في حـنايا الأرض والـرّؤوم
لــذ بلحد رطـب التــربة
تسقيه دمـانا..كل حـين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،