العتبات…
الدرب يسعى.. يتلوى..
أفعوانا..
ينفث الموت..
على العتبات المتعبات..
!!!
وصرير الريح..
أجراس معبد..
خرب..
أضر به هجر اليقين..
والنائحات السود..
خلف سرداب عتيق..
يكررن لغطا..
بين تهدج ..ونعيق..
يشربن الريح كأسا..
من العتبات المتعبات..
!!!
وهناك..
فزّاعات.. نصبت..
هناك..
تحدق في
الفراغ.. بلا عيون..
تمد ..أذرع القش..
في وهن..
لترد عن أحداقها ..
دبيب الوسن..
يقوسها الريح الغضوب..
وهو يذرع ..
العتبات المتعبات..
!!!
والغمغمات.. يحملها النشيج..
موقّعة.. كهدير الخليج..
يغرغرها الريح لأيا..
بين تجاعيد الطريق..
ثم يرسلها..سوطا..
على العتبات المتعبات..
!!!
وتزحف البيوتات..
إلى دفء الشتاء..
يتجمعن..
في احدداب صفيق..
يتلمسن لهاث السنين..
إلى حبيب..
والريح خلفها..
مارد طليق..
يسفي.. أحلام الطريق..
يزرع اليأس..
على العتبات المتعبات..
!!!
وكل شتاء..
وكل خريف..
كرة أخرى..
تديرها المقادير..
كحبل النواعير..
أبدا يُشدّ..
أبدا يبدأ الدورة.. ويعود..
وأزيز الحديد على الحديد..
أنشودة أخرى..
ترددها..
العتبات المتعبات..
!!!
ويمضي الدرب الأعزل...
قفرا..
يتحدر .. صوب وادينا..
يتلاشى..
بين أحجار.. وأشواك..
أين يبسم الربيع .. غدا..
ما أبشع صوت الريح..
من وادينا..
تردده..
العتبات المتعبات..
!!!
هو ذا..
صوت الخراب..
صوت السنين..
هو ذا..
نشيد الحين .. والتأبين..
هو ذا الفناء..
يدب بين الدور والنور..
يتحسس البسمات..
يطعنها..
يتوجس الحركات..
يأسرها..
يكفن غدا..
تلالنا السمر..
ثلجا..
وصقيعا.. وبردا..
حتى العتبات المتعبات…
*
كيف أنسى.؟
كيف أنسى.. ذياك الصباح..؟
وأوراق الخريف.. على الرصيف..
دم راعف.. مرّ النزيف..
وآهات حرى..
توقع الخطو إلى الرغيف..
!!!
إلى أوجه ربداء..
تعلك الوهم..
حين تنسى أن النهار..
لعنة أخرى..
تمضي هونا كأوراق الخريف..
!!!
كيف أنسى ذياك الصباح..؟
وهمهمة العابرين على الرصيف..
كخشخشة الحيّات.. كالحفيف..
وخفق النعال..
على البلاط..
تزرع الأرض غبارا ورماد..
على العتبات المتعبات..
أتتني في سكون الليل أطياف لماضينا ..وراحت تنثر الاشواق والذكر أفانينا ..الليل وحش لا يرحم الذاكرة يا أبي ..لكن لابد بعد الليل من فجر وبعد الشتاء من ربيع ..ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل ..
ردحذف