التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وحي المساء... العتبات المتعبات... نثيرة.. يكتبها حبيب مونسي.



العتبات…
الدرب يسعى.. يتلوى..
أفعوانا..
ينفث الموت..
على العتبات المتعبات..
!!!
وصرير الريح..
أجراس معبد..
خرب..
أضر به هجر اليقين..
والنائحات السود..
خلف سرداب عتيق..
يكررن لغطا..
بين تهدج ..ونعيق..
يشربن الريح كأسا..
من العتبات المتعبات..
!!!
وهناك..
فزّاعات.. نصبت..
هناك..
            تحدق في الفراغ.. بلا عيون..
تمد ..أذرع القش..
في وهن..
لترد عن أحداقها ..
دبيب الوسن..
يقوسها الريح الغضوب..
وهو يذرع ..
العتبات المتعبات..
!!!
والغمغمات.. يحملها النشيج..
موقّعة.. كهدير الخليج..
يغرغرها الريح لأيا..
بين تجاعيد الطريق..
ثم يرسلها..سوطا..
على العتبات المتعبات..
!!!
وتزحف البيوتات..
إلى دفء الشتاء..
يتجمعن..
في احدداب صفيق..
يتلمسن لهاث السنين..
إلى حبيب..
والريح خلفها..
مارد طليق..
يسفي.. أحلام الطريق..
يزرع اليأس..
على العتبات المتعبات..
!!!
وكل شتاء..
وكل خريف..
كرة أخرى..
تديرها المقادير..
كحبل النواعير..
أبدا يُشدّ..
أبدا يبدأ الدورة.. ويعود..
وأزيز الحديد على الحديد..
أنشودة أخرى..
ترددها..
العتبات المتعبات..
!!!
ويمضي الدرب الأعزل...
قفرا..
يتحدر .. صوب وادينا..
يتلاشى..
بين أحجار.. وأشواك..
أين يبسم الربيع .. غدا..
ما أبشع صوت الريح..
من وادينا..
تردده..
العتبات المتعبات..
!!!
 هو ذا..
صوت الخراب..
صوت السنين..
هو ذا..
نشيد الحين .. والتأبين..
هو ذا الفناء..
يدب بين الدور والنور..
يتحسس البسمات..
يطعنها..
يتوجس الحركات..
يأسرها..
يكفن غدا..
تلالنا السمر..
ثلجا..
وصقيعا.. وبردا..
حتى العتبات المتعبات…
*
كيف أنسى.؟
كيف أنسى.. ذياك الصباح..؟
وأوراق الخريف.. على الرصيف..
دم راعف.. مرّ النزيف..
وآهات حرى..
توقع الخطو إلى الرغيف..
!!!
إلى أوجه ربداء..
تعلك الوهم..
حين تنسى أن النهار..
لعنة أخرى..
تمضي هونا كأوراق الخريف..
!!!
كيف أنسى ذياك الصباح..؟
وهمهمة العابرين على الرصيف..
كخشخشة الحيّات.. كالحفيف..
وخفق النعال..
على البلاط..

تزرع الأرض غبارا ورماد..
على العتبات المتعبات..

تعليقات

  1. أتتني في سكون الليل أطياف لماضينا ..وراحت تنثر الاشواق والذكر أفانينا ..الليل وحش لا يرحم الذاكرة يا أبي ..لكن لابد بعد الليل من فجر وبعد الشتاء من ربيع ..ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل ..

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،