التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

وحي المساء.. مساء.. نثيرة ... يكتبها حبيب مونسي..

مساء… يعاتبني الشوق إلى ذياك الحنين.. حين تتهاوى أنفاس النهار.. متعبة ..تجر أذيال السنين.. هباء.. كابتسامات اليتامى..تغسلها الدموع.. كارتعاشات اللهب في فتيل الشموع.. تتمايل مع النسمات.. يمينا وشمالا.. تتثاءب ..حينا..ثم تسلم الخد للحنين.. !!! مساء.. حين يقوم الليل حجابا وسكون.. وتحلق الأجساد السكرى فوق الظنون.. ويغفو الرقيب.. ويصحو الحبيب.. تتهاوى أبراج الحجر… تتفتح دهاليز الصدر.. كأزاهير الدفلى.. يفتقها ندى الخريف.. فيبعث فيها هسهسة العشق القديم.. إلى وصال..إلى حنين.. !!! مساء.. تؤزني الذكرى إلى حبيب.. فيضحك من صبوتي الليل والمشيب.. وتبسم في صمتها دفاتر الأيام.. وهي تقلب ما ضاع من أحلامي.. ثم تتنهد عميقا وتقول: كم أشقاه السعي إلى النصيب.. لقد كان مسطورا عليه أن يكون.. فخالف الأقدار..ولن يكون.. سوى ذاك المعاند الصريع.. يضيِّع كا حين ..الربيع بعد الربيع.. !!! مساء.. أضع الجبّة بعد الجبة.. والقميص..بعد القميص.. والقناع ..بعد القناع.. ثم أخلص أخيرا إلى فطرتي الأولى طفلا.. أقلب أقفال الروح قُفلا..فق

تأملات.. هل النص أكبر من منشئه وقارئه.. أو هو أصغر.؟؟ يكتبها حبيب مونسي.

  لا أعرف نصا بهذه المواصفات ... كل "نص" إنما هو كتابة وتقييد لأفكار يحاول الكاتب تنضيدها في نسق أسلوبي يرفعها من خلاله إلى القارئ.. ومن هنا جاءت كلمة نص.. التي تعني الرفع والإظهار، كما تعني التجلية والوضوح.. على خلاف ما تعنيه كلمة " texte " الفرنسية التي تكون فيها الكتابة معنية بالترابط والتماسك الذي تأتيها من كلمة " texture " وهنا يجب أن ندرك شيئا خطيرا في الفروق بين فهمنا للنص وفهمهم له.. فالنص عندنا رفع وإبانه وإظهار للمفكر فيه والذي تم تقييده كتابة.. والفكرة ستظل في كل الأحوال فائضة على النص ومتجاوزة له يتولاها الفهم في محاولة الإحاطة بها في كل الأزمنة.. أما النص عندهم فاكتشاف للعالم عبر الكتابة، ومعنى ذلك أن الفكرة عن العالم والأشياء موجودة في النص من خلال لحمته وسداه أي " texture " وكل مفكر إنما يضع العالم كما يتصوره داخل اللغة شأن المنظومات الفلسفية الكبرى التي أنشأها أشخاص أمثال هيجل و"كانط" و"هوسيرل" وغيرهم.. لذلك قال فيلسوفهم "باركلي" : لا يوجد شيء خارج اللغة.. ومن هنا فكل المقولات التي ينتجها ا

لقصة القصيرة أي مستقبل؟ كتبه حبيب مونسي

ا ليس غريبا أن يظهر جنس أدبي تستدعيه ظروف خاصة، وتسرع في إيجاده، فيقبل عليه كثير من الكتاب، لأنه يناسب الوضعية التي يحيونها، من جهة ويناسب حجم المساحة المتاحة للنشر من جهة أخرى، فإذا اختفت الدواعي المشار إليها فقد يختفي الجنس الأدبي كلية. وقد شهدنا ذلك على سبيل التمثيل في جنس الموشح في الأدب الأندلسي، حتى وإن استمر البعض في كتابة الموشح في أشكال أخرى من الشعر الحديث. وإذا كانت القصة القصيرة تساير ظهور الصحافة وتجد لنفسها على صفحاتها القليلة فسحة للنشر، فإنه قد تحتم عليها منذ البدء أن يكون لها من الخصائص الفنية والقواعد الكتابية: أسلوبا وعرضا، ما يناسب تلك المساحة في الصحف والمجلات. بيد أننا مع القصة القصيرة ننظر أولا إلى مجالها الخاص نشرا، قبل أن ننظر إلى طبيعتها باعتبارها فنا اكتسب من المقومات ما يجعله جنسا متفردا، يغاير القصة والرواية. كانت هذه الطبيعة الخاصة في القصة القصيرة عاملا دفع برؤساء تحرير المجلات والصحف إلى التشدد في المعايير، فلا يسمحون إلا بظهور العمل الذي لن يزري بقدر المجلة، ولا يحط من قيمتها، فاستكتبوا أولا أسماء لها من الشهرة والمكانة الأدبية ما يدفع بالمجلة

تأملات... النقد الفيسبوكي/النقد الأكاديمي..؟؟ الواقع والتحديات.. يكتبها. حبيب مونسي.

ا لعالم يتغير ويتحول، وتتحول معه أسباب الاتصال وطرقها، كما تتحول لغاتها وتشفيراتها وقيمها وأحكامها.. تلك حقيقة لا يمكن نكرانها اليوم ولا يمكن تخطيها بالتغاضي عنها او النفور منها أو تجاهلها، واعتبارها مجرد لغط وهرج وضجيج أسواق ودخان مقاهي.. إنها الواقع الجديد الذي يموقع الافتراضي في قلب الحقيقة والواقع على الرغم من أنها منشئته.. فما كان من قبل فضاء للدردشة ولا يزال.. يصير اليوم فضاء لمطارحة الأقاويل وتبادل الآراء، كل ذلك تح دوه سرعات ضوئية تعبر المسافات وتتخطى الحدود ولا تعترف بالخصوصيات الثقافية الجهوية.. تلبس الأقنعة وتتخفى وراء الصور الفنطازية ولكنها قابعة وراء كل ذلك لترفع صوتا مغايرا لما ألفناه في المجلات والصحف والكتب والدراسات.. كنا إذا ردنا أن نقرأ عملا فنيا نبدأ من البداية ونمضي وفق منهج مسطر نتدرج خطوة خطوة، ولا نأبه إذا طال بنا المسار، فلنا خطة السير ولنا المعايير والأحكام التي نستند إليها.. لنا مما كتب غيرنا ما نشد به أزرنا ونقوي به رأينا ونستوضح وجهتنا، فلا نكون في أحكامنا فرادى وإنما يصدر الحكم النقدي وكأنه صادر عن هيئة ثقافية لها ما يشبه الوحدة والاجماع.. أما اليوم.

«قصيدة النثر»: مشكلة تجنيس ومسؤولية نقد. كتبها حبيب مونسي.

إن الحركة الفكرية التي لا تتوقف في مسيرتها التطورية «لحظات»، أو تخلف وراءها بعضا من أبنائها يتعقبها، ليراقب إنجازاتها، والتعرف على الخلل الذي يحيد بها عن أهدافها ومراميها، حركة تتجه إلى الأمام على غير هدى، تركم إنجازاتها على بعضها بعض، دون أن تستفيد منها في تقويم جديدها على أقل تقدير. جبرا إبراهييم جبرا الحركة الدائبة نحو الأمام، حركة عمياء وإن أبصرت حاضرها، فإنها لا تملك من أمسها ما يفسر لها قيمة الحاضر المنجز، وما يكشف لها غاية الغد الموعود. ومن الضروري جدا لكل حركة أن توقف عجلة التقدم «لحظات» للمراجعة والتقويم. فهي المحطات التي تتشكل فيها المعايير والمقاييس التي تقيس بها الظاهرة الإبداعية التي تسمها واللون الذي تتشح به، خاصة إن كان المتوقفون من جيل الرواد الذين حملوا هم الظاهرة جنينا جديدا، ورسموا له حدوده الفنية والجمالية، وتصوروه على الهيئة التي تناسب الأذواق إبداعا وتلقيا. وهم اليوم يشهدون ركاما من إفرازات الظاهرة لا يلبي شيئا مما استهدفوا من قبل، بل ينحرف بالظاهرة الإبداعية إلى تجريب من شأنه أن يسفه أحلام الرواد أولا، وينتهي بها إلى التفسخ والتلاشي، أو-في أثر رج

تأملات..لإبداع والمنهج... هل هناك تنافر بينهما؟ يكتبها حبيب مونسي

  يتخوف كثير من الفضلاء من اتهامنا للمنهج العلمي بخطواته المعروفة لدى العام والخاص في مجال العلوم الإنسانية عموما، بأنه من معوقات الإبداع، ومن العثرات التي تسد طرق الانطلاق نحو تفجير الأفكار واستغلالها بما يكون جديدا على المعرفة، مضافا إليها، بحسب اجتهاد المجتهد، وقدرته على التفرد والاختلاف. قال بعضهم أننا إذا تخلينا عن المنهج فسنكتب بطريقة عشوائية لا تحقق لنا العلمية المطلوبة في البحوث، ولا ينال ما نكتبه شرف الانتساب   إلى   المعرفة العلمية المعترف بها. وهذا أول الأوهام التي يزرعها المنهج في نفوس عُبَّاده وملتزميه. لأنك إن سألت مفكرا يعالج فكرة في خلده، ثم يريد لها أن تكون مسطورة في كتابه ومقالته، فسيقول لك بصدق، أن الفكرة حينما تكتمل في الذهن، وتتشكل في التصور كيانا قائما بذاته، هي التي ستوجد لنفسها مسلكا تسلكه للخروج إلى المتلقي لتقنعه بكل أسباب العرض، والحجاج، والمداولة. ومن ثم فهي التي تشكل منهجها الخاص الذي سيتبعه الكاتب في عرضها لغويا وأسلوبيا. بل قد يقول لك بعض المتمرسين في فن الكتابة، أنهم لا يفكرون أبدا في ذلك، لأن الفكرة مثل الجنين، إذا تخلق في الرحم اكتمل فيه الجسد

مفهوما التعددية والاختلاف من منظور ما بعد الحداثة - بقلم بدر الدين مصطفى أحمد

يولي فلاسفة ما بعد الحداثة مفهوما التعددية والاختلاف مكانة متميزة داخل فلسفاتهم؛ فهما من وجهة نظرهم يمثلان الأرضية المشتركة للتفاعل والحوار مع "الآخر" أو "العوالم الأخرى". وقد وصف فلاسفة ما بعد الحداثة بـ"فلاسفة الاختلاف"، وذلك لأن الفلسفة تحولت على أيديهم من كونها أداة نسقية تبتغي الوحدة إلى أداة مهمتها تفتيت الأشياء وتفكيكها "إن الحاجة تدعو إلى تفتيت الأشياء وتهشيمها... تفتيت الكلمات والجمل والقضايا، تفتيت الكيفيات والأشياء والموضوعات" كما يقول جل دولوز. سيتلاشى مفهوم الجوهر، الذي ظل مهيمنا على التفكير الفلسفي طوال القرون السابقة على القرن العشرين، من الخطاب ما بعد الحداثي، ليحل محله مفهوم "التعددية". التعددية بكل أشكالها، تعددية الخطاب والمعنى والظاهرة والقوى؛ فالفلسفة هي منطق للتكثر والتضاعف logique de la multiplicité، تضاعف المعنى للشيء وللظاهرة الواحدة. لا يوجد حدث ولا ظاهرة ولا كلمة ولا فكرة إلا ومعناها متعدد، فأي شيء قد يكون هذا أو ذاك وأحيانًا يكون شيئًا أكثر تركيبًا بحسب القوى التي يحوزها. من هنا لا يوجد معنى حقيقي للشيء

إضاءات حول الهيرمينوطيقا أو الهيرمينوطيقا وعبور فجوة الزمان.. كتبه: هشام عزمي..

أقتطف هذه الفقرات من بحث موسع لي بصدد إنجازه علها تشفي غليل كل من يريد التعرف على موضوع الهيرمينوطيقا، ومعذرة إن كانت هذه الفقرات مرتجلة أو مضطربة. أرجو أن تحصل الاستفادة. إضاءات حول الهيرمينوطيقا أو الهيرمينوطيقا وعبور فجوة الزمان يعتبر الحداثيون الهيرمينوطيقا الجواب الفلسفي عن جدلية العلاقة بين النص والواقع، لأنها أسلوب للفهم يعبر بالقارئ الفجوة التاريخية بين واقعه وواقع النص، فكيف يتحقق هذا العبور ؟ 1- تعريف الهيرمينوطيقا   يذهب معظم الدارسين إلى كون الهيرمينوطيقا أخذت من "هرمس" الإله والرسول الذي كان يعبر المسافة بين تفكير الآلهة وتفكير البشر، كما هو موجود في الأساطير اليونانية، ويزود البشر بما يعينهم على الفهم وتبليغه [1] . وتعني كلمة hermé  اليونانية القول والتعبير والتأويل والتفسير [2] ، وهي كلها دلالات متقاربة. وقد ظهرت كلمة "هيرمينوطيقا" لأول مرة سنة 1654 في عنوان كتاب لدانهاور [3] . وفي علم اللاهوت تدل الهيرمينوطيقا على فن تأ ويل وترجمة الكتاب المقدس، فالتأويل هو "العلم الديني بالأصالة والذي يكوّن لب فلسفة الدين... ويقوم عادة بمهمتين متما