لا أعرف نصا بهذه المواصفات ... كل "نص"
إنما هو كتابة وتقييد لأفكار يحاول الكاتب تنضيدها في نسق أسلوبي يرفعها من خلاله
إلى القارئ.. ومن هنا جاءت كلمة نص.. التي تعني الرفع والإظهار، كما تعني التجلية
والوضوح.. على خلاف ما تعنيه كلمة "
texte " الفرنسية التي تكون فيها الكتابة
معنية بالترابط والتماسك الذي تأتيها من كلمة "
texture" وهنا يجب أن ندرك شيئا خطيرا في
الفروق بين فهمنا للنص وفهمهم له.. فالنص عندنا رفع وإبانه وإظهار للمفكر فيه
والذي تم تقييده كتابة.. والفكرة ستظل في كل الأحوال فائضة على النص ومتجاوزة له
يتولاها الفهم في محاولة الإحاطة بها في كل الأزمنة.. أما النص عندهم فاكتشاف
للعالم عبر الكتابة، ومعنى ذلك أن الفكرة عن العالم والأشياء موجودة في النص من
خلال لحمته وسداه أي " texture " وكل مفكر إنما يضع العالم كما يتصوره داخل اللغة شأن
المنظومات الفلسفية الكبرى التي أنشأها أشخاص أمثال هيجل و"كانط" و"هوسيرل"
وغيرهم.. لذلك قال فيلسوفهم "باركلي" : لا يوجد شيء خارج اللغة.. ومن
هنا فكل المقولات التي ينتجها الغرب عن النص أيا كانت طبيعة ذلك النص إنما تأخذ في
حسبانها تصورهم لحقيقته، ولا يمكننا استخدامها في فهمنا للنص باعتباره مدعاة إلى
الفهم الذي ينطلق من المكتوب إلى الموجود خارجه.
العقد الفريد.. مدونة في الأدب والنقد والفكر.. نحاول أن نضع فيها ما يوضع في العقد الفريد من جواهر حسان مما صاغته أيدي الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين.. ليكون فضاء للتفاعل والمثاقفة...
تعليقات
إرسال تعليق