التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تأملات.. هل النص أكبر من منشئه وقارئه.. أو هو أصغر.؟؟ يكتبها حبيب مونسي.



 لا أعرف نصا بهذه المواصفات ... كل "نص" إنما هو كتابة وتقييد لأفكار يحاول الكاتب تنضيدها في نسق أسلوبي يرفعها من خلاله إلى القارئ.. ومن هنا جاءت كلمة نص.. التي تعني الرفع والإظهار، كما تعني التجلية والوضوح.. على خلاف ما تعنيه كلمة " texte " الفرنسية التي تكون فيها الكتابة معنية بالترابط والتماسك الذي تأتيها من كلمة " texture" وهنا يجب أن ندرك شيئا خطيرا في الفروق بين فهمنا للنص وفهمهم له.. فالنص عندنا رفع وإبانه وإظهار للمفكر فيه والذي تم تقييده كتابة.. والفكرة ستظل في كل الأحوال فائضة على النص ومتجاوزة له يتولاها الفهم في محاولة الإحاطة بها في كل الأزمنة.. أما النص عندهم فاكتشاف للعالم عبر الكتابة، ومعنى ذلك أن الفكرة عن العالم والأشياء موجودة في النص من خلال لحمته وسداه أي " texture " وكل مفكر إنما يضع العالم كما يتصوره داخل اللغة شأن المنظومات الفلسفية الكبرى التي أنشأها أشخاص أمثال هيجل و"كانط" و"هوسيرل" وغيرهم.. لذلك قال فيلسوفهم "باركلي" : لا يوجد شيء خارج اللغة.. ومن هنا فكل المقولات التي ينتجها الغرب عن النص أيا كانت طبيعة ذلك النص إنما تأخذ في حسبانها تصورهم لحقيقته، ولا يمكننا استخدامها في فهمنا للنص باعتباره مدعاة إلى الفهم الذي ينطلق من المكتوب إلى الموجود خارجه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،