التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تأملات... النقد الفيسبوكي/النقد الأكاديمي..؟؟ الواقع والتحديات.. يكتبها. حبيب مونسي.



العالم يتغير ويتحول، وتتحول معه أسباب الاتصال وطرقها، كما تتحول لغاتها وتشفيراتها وقيمها وأحكامها.. تلك حقيقة لا يمكن نكرانها اليوم ولا يمكن تخطيها بالتغاضي عنها او النفور منها أو تجاهلها، واعتبارها مجرد لغط وهرج وضجيج أسواق ودخان مقاهي.. إنها الواقع الجديد الذي يموقع الافتراضي في قلب الحقيقة والواقع على الرغم من أنها منشئته.. فما كان من قبل فضاء للدردشة ولا يزال.. يصير اليوم فضاء لمطارحة الأقاويل وتبادل الآراء، كل ذلك تحدوه سرعات ضوئية تعبر المسافات وتتخطى الحدود ولا تعترف بالخصوصيات الثقافية الجهوية.. تلبس الأقنعة وتتخفى وراء الصور الفنطازية ولكنها قابعة وراء كل ذلك لترفع صوتا مغايرا لما ألفناه في المجلات والصحف والكتب والدراسات.. كنا إذا ردنا أن نقرأ عملا فنيا نبدأ من البداية ونمضي وفق منهج مسطر نتدرج خطوة خطوة، ولا نأبه إذا طال بنا المسار، فلنا خطة السير ولنا المعايير والأحكام التي نستند إليها.. لنا مما كتب غيرنا ما نشد به أزرنا ونقوي به رأينا ونستوضح وجهتنا، فلا نكون في أحكامنا فرادى وإنما يصدر الحكم النقدي وكأنه صادر عن هيئة ثقافية لها ما يشبه الوحدة والاجماع.. أما اليوم.. وبلغة اليوم.. فلا شيء من ذلك ممكن التنفيذ، لأننا لن نكتب المقال الطويل ولن نمضي من البداية إلى النهاية.. ولن نسمي المنهج الذي نختار.. وإنما نسجل عصارة ما وصلنا إليه في لغة تتناسب طردا وفضاء التواصل الفيسبوكي ليخرج النقد في "ورقة" .. أسميها "ورقة" تجمع رأي الناقد الذي قرأ استنادا إلى معرفة "أكاديمية" واطلاع واسع.. وهذا الأمر يستوجب موقفا أخلاقيا من طرف المبدع والقارئ على حد سواء.. وهو "قبول الرأي النقدي" واعتباره "نقدا عارفا" والاطمئنان إلى حكمه باعتباره حكما "علميا صادرا عن هيئة علمية ذات اتجاه نقدي وجمالي" يمثل هذا الناقد أو ذاك.. من خلال أبحاثه ودراساته المنشورة والمشهود لها في المنابر العلمية... تلك هي الضمانة الوحيدة لإنجاح مثل هذا النقد وإحلاله مكانة في الحراك الثقافي الدائر بيننا اليوم. أما إذا بخسنا حق الناقد، وسخرنا من حكمه، وشككنا في قدرته لمجرد أن الحكم لم يصادف هوانا في مسألة من المسائل فقد أبطلنا العملية من أساسها وفوتنا على أنفسنا فرصة استغلال هذا الفضاء بما يخدم قضية أدبنا الجزائري الجديد..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،