مولاي..
مولاي أتيتك.. فردا
عاريَ القلب
راكبا وجدا..
وهذا الليل
البهيم من حولي... بحرُ
طامي الموج..
مكفهر الوجه... قبرُ
يجذف القلب في
يمه... نبضا
هائض الجناح..
بسطا وقبضا
كأنه يا
مولاي..
الظاعن أبد
الدهرِ
يبدأ المسير
ساعة الفجرِ
خاوي الوفاض.. قلقا
بين قبول
ورفض..
*
*
مولاي أتيتك...
فردا
عاري الظهر
لا إزار ولا
ستارْ
كوجه الفلاة
حينما يغشاه المساءْ
أغبش اللونِ
قد غادره أنس
النهارْ
فلا ضوء ولا
يقينْ
ولا شوق ولا
حنينْ
سوى رعشات قلب
مدنف
تتوالى يا
مولاي...
باختلاج
كحباتِ حجر
شفيفْ
في سبحة شيخ محدودب
الظهر
كفيفْ
تحت سياط القهر
من سنين
من حنينْ
*
*
مولاي أتيتك..
فردا
عصاي تقرع
أحجار الدربِ
تشق إليك طريق القربِ
بوقعٍ... يضج
له
سكون الليل
البهيمْ
وكأنها يا
مولاي
بلا عيون..
كعرافة الحي..
تعرف ما يكونْ
تقودني إليك يا
مولاي
ساعة الفجرِ
حينما.. تهجع
العيونْ
ويدنو الصبح من
مبسم النهارِ
متنفسا ألوانه
وضوأه الشاحبَ
من رموش الجفونْ
*
*
مولاي أتيتك...
فردا
واضح الذنبِ
بادي العيبِ
لا لغتي...
تعرف كيف تقولْ
ولا حرفي
الدامي.. بين تجلٍ وأفولْ
سيرفع إليك
صوتي
باهت النبرةِ
مبحوح الكلماتْ
مولاي.. هل ألوذ بالصمتِ
في برزخ بين
حياةٍ ومماة
هناك.. أين
تتعطل الكلماتْ
هناك.. في ضجة
الصمتِ الكئيب
حيث ترقد ألسنة
الفصاحة والشعرِ
حيث تفنى
العبارات وقد ضمختها العبراتْ
وجرتْ بها على
وجنة الدهرِ
*
*
مولاي أتيتك.. فردا
مثخن البوح
دامي الجرح
كظل يحولُ كلما
داهمه المساءْ
باحمرار خجول..
وشحوبْ
ونقص فادح.. وعيوبْ
وليس لي إلاك..
ساعة يبحر بيَ
الشوقُ إليك
مُصفَّد اليدين..
مشدودا إلى حديدْ
كعبيد النخاسة
تُقعقع السلاسل
في الأيادي
وفي القلوبْ
فلا أمل سوى
سوط جلادٍ
يُلهبُ الظهرَ
ساعات من نهارٍ
وفي غربة
الليلِ.. احتراقْ
وزفيرٌ عاتيِ
الوقدِ
واشتياقْ
ولا أخا.. ولا
حبيبْ
غير شمعةٍ محمرة الأحداق
نحيفة العودْ
تغالب لهيب النار
بين نرنح
وصمودْ
تعليقات
إرسال تعليق