التخطي إلى المحتوى الرئيسي

وحي المساء.....مولاي.... نثيرة يكتبها .. حبيب مونسي


مولاي..
مولاي أتيتك.. فردا
عاريَ القلب
راكبا وجدا..
وهذا الليل البهيم من حولي... بحرُ
طامي الموج.. مكفهر الوجه... قبرُ
يجذف القلب في يمه... نبضا
هائض الجناح.. بسطا وقبضا
كأنه يا مولاي..
الظاعن أبد الدهرِ
يبدأ المسير ساعة الفجرِ
خاوي الوفاض.. قلقا
بين قبول ورفض..
*
مولاي أتيتك... فردا
عاري الظهر
لا إزار ولا ستارْ
كوجه الفلاة حينما يغشاه المساءْ
أغبش اللونِ
قد غادره أنس النهارْ
فلا ضوء ولا يقينْ
ولا شوق ولا حنينْ
سوى رعشات قلب مدنف
تتوالى يا مولاي...
 باختلاج
كحباتِ حجر شفيفْ
في سبحة شيخ محدودب الظهر
كفيفْ
تحت سياط القهر
من سنين
من حنينْ
*
مولاي أتيتك.. فردا
عصاي تقرع أحجار الدربِ
تشق  إليك طريق القربِ
بوقعٍ... يضج له
سكون الليل البهيمْ
وكأنها يا مولاي
بلا عيون..
كعرافة الحي.. تعرف ما يكونْ
تقودني إليك يا مولاي
ساعة الفجرِ
حينما.. تهجع العيونْ
ويدنو الصبح من مبسم النهارِ
متنفسا ألوانه
وضوأه الشاحبَ
من رموش الجفونْ
*
مولاي أتيتك...  فردا
واضح الذنبِ
بادي العيبِ
لا لغتي... تعرف كيف تقولْ
ولا حرفي الدامي.. بين تجلٍ وأفولْ
سيرفع إليك صوتي
باهت النبرةِ
 مبحوح الكلماتْ
مولاي..  هل ألوذ بالصمتِ
في برزخ بين حياةٍ ومماة
هناك.. أين تتعطل الكلماتْ
هناك.. في ضجة الصمتِ الكئيب
حيث ترقد ألسنة الفصاحة والشعرِ
حيث تفنى العبارات وقد ضمختها العبراتْ
وجرتْ بها على وجنة الدهرِ
*
مولاي أتيتك.. فردا
مثخن البوح
دامي الجرح
كظل يحولُ كلما داهمه المساءْ
باحمرار خجول..  وشحوبْ
ونقص فادح..  وعيوبْ
وليس لي إلاك..
ساعة يبحر بيَ الشوقُ إليك
مُصفَّد اليدين..  مشدودا إلى حديدْ
كعبيد النخاسة
تُقعقع السلاسل في الأيادي
وفي القلوبْ
فلا أمل سوى سوط جلادٍ
يُلهبُ الظهرَ
ساعات من نهارٍ
وفي غربة الليلِ.. احتراقْ
وزفيرٌ عاتيِ الوقدِ
واشتياقْ
ولا أخا.. ولا حبيبْ
غير شمعةٍ  محمرة الأحداق
نحيفة العودْ
تغالب لهيب النار
بين نرنح وصمودْ



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،