الهاتف..
رن
الهاتف..على غير عادته..
لطيف
الجرس.. دافئ الرنين..
وتدفقت
الكلمات خجلى..
شلالات من نور..
تغسل
الذكرى..
تعود
بالأيام إلى نبعها الصافي..
إلى دفء
الطفولة، وحلمها الغافي..
إلى أكداس
المشاعر السكرى..
*
قلت:
أتسعدين..؟
ما أثقل العتبى
قالت: في
الأبناء عوض..
قلت..
وهل يعوض
الجدول بحرا ؟..
!!!
رنّ الهاتف
على غير عادته..
لطيف الجرس
دافئ الرنين..
وتهاطلت
الذكرى…
شلالات من
نار..
تعود
بالأوهام.. إلى ليلها البهيم..
إلى غنة… في
صوتها الرخيم..
إلى رعشة
يوقعها..
خفق
الفؤاد..
ودفق
الوداد..
*
قلت..
أتذكرين..؟
ما أثقل
الذكرى..!
قالت..في
النسيان سلوان..
قلت..
وهل تخفي
البراقع وشما..؟
!!!
قالت..
كأني أرى
.. خلال نبرتك شيبا..؟
إن لي فيها
.. تجاعيد الزمان..
وتهدج صوت..
وإرنان..
كأنها تعاتب
فيك وفيّا..
جراحات.. وكيّا..
فاختصر يا
رجلا مسافات الحنين..
وتخط إليّ
متاهات السنين..
فأراك ذياك
الفتى الحالم..
*
قلت..
وهل يفضح
الهاتف لي عيبا ..؟
هل تراني
عبر الكلمات..
أشف عن
عبراتي..
كما شفّ
الماء عن الحصاة..؟
هل تراني
كخيال الظل..
ترسمه
إرتعاشات.. يموِّجها المدى..
عبر أديم
قفر ، يذرعه الصدى..
بلادة
الصخر..
يصفعه الحر
والصقيع..
فلا أرض، ولا
انتماء..
!!!
رنّ الهاتف
على غير عادته..
لطيف الجرس
دافئ الرنين..
وعاودني
صوتها مبحوح الكلمات..
يرفع في
وهن..
أغلال
الزمن..
ورداء تنسجه
الكهولة والمشيب..
أغبر
اللون..
يخالط
سحنتي..
كما يسطو
الظلام على هدأة المغيب..
أرثاء كان
ذاك الحديث..؟
ما أكبره..!
ما أخطره..!
لقد كنت في
غفلتي.. نخبا..
أحسب الدهر
راكدا.. صلبا..
وأني كما
كنت مذ ذاك.. رطبا..
أخضر العود،
مخضل الزهرات..
يشرب الحياة
ارتشافا.. وعبا..
*
أواه
محدثتي..
هاتفك
اليوم..
نعي بين
الصوت.. وقح الكلمات..
قالت..
قالت .. في
أشعارك الضمئى دلاء..
قلت..
وهل تروي
الرمال دلاء..؟
!!!
رنّ الهاتف
.. على غير عادته..
لطيف
الجرس.. دافئ الرنين..
وارتجت شغاف
القلب .. رجا..
كجناح طير..
يراود
الفضاء العريضا..
يثب بين
الضلوع..
وثبة النار
في الدموع..
*
قلت..
وهل علمت لي
شعرا..؟
يوقعه النبض
.. دهرا..
وتجري به
العبرات.. جداول وحبرا..
إنه
مني.. روحا إذا تولى..
همد الجسد
المحموم، ثم تدلى..
إلى قرار
أغبر التربة قفرا..
إنه
دمي..أحمر قان..
أفحم.. أسحم.. ذو
ألوان..
كأنه شفق
المغيب.. بعدما كان فجرا..
قالت..وهل
يعانق الثلج جمرا..؟
*
أنت وراء
المدى..
حلما حلو
الندى..
كرحيق
الزهر..
عتّقه
الشذا..
قلت.. أواه
معذبتي..
ما أسكر
شعري وما أبقى..
أنا منذ
سنين خلت..
خمر خابية
زاده البلى سكرا..
أنا شراع
الزورق الحيران..
تطويه لاهية
الريح طيا..
!!!
رنّ
الهاتف..على غير عادته..
لطيف
الجرس..دافئ الرنين..
وتلاشت حدود
وتخوم..
وتلاقت ظنون
ورجوم..
وبدا الفؤاد
الحيران قفرا…
تعليقات
إرسال تعليق