كان في ذهني أنا أقرأ هذا الحديث في مقال لأحدهم أن معنى "سيعود" يراد منه عودة الدين مجددا للحياة محمولا في قلوب مؤمنين جدد، وعلى أكتاف غرباء يعتنقونه من أجناس أخرى، تدرك قيمته، وتعرف قدره. فتخرج به إلى الناس كما خرج به الرعيل الأول من المسلمين وهم غرباء في فكرهم،غرباء في سلوكهم، غرباء في أخلاقهم، غرباء في تضحياتهم في أعين وأعراف المجتمع الذي خرجوا منه.. غير أنني وأنا أطالع ما يكتبه مسلمون؟؟ - في لغتهم أو لغات غيرهم- عن الإسلام تشكيكا في نصوصه، وتمزيقا لوحدته، وهدما ليقينياته، وتفتيشا في عورات متدينيه عبر التاريخ وإخراجها للناس على أنها عورات في صلب الدين، ونكسات في صلب المنهج، وخطل في صلب التشريع.. أشعر أن الغربة التي يحملها الحديث تنصرف إلى هذا الحال لا إلى غيره من الأحوال، وإن القادم الذي سيظلل الناس أشد وأظلم، فقد قال الرسول الكريم محذرا من هذا القادم المخيف: ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم-أي بادروا بالأعمال الصالحة- فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) وليس من تفسير لهذا التردي والسقوط عند هؤلاء وهؤلاء إلا ابتغاء عرض من أعراض الدنيا قليل، وإن كثيرا من أبناء هذا الدين سيتنصرون، وأن آخرين يتهودون، وآخرين يرتدون إلى وثنيات بائدة جراء تلك الحملات الهدامة التي تُسخر لها وسائل الغواية والتمكن والانتشار. وتسارع فيها النخب المتنورة بما أوتيت من بيان وسلطان وشهرة وعمالة، فلا تترك مخبوءا من الماضي والحاضر طوته أقوال العلماء ونشرات الباحثين المحققين إلا نبشته وأخرجت رممه، وبعثت في الأمة ريحه ونتنه، وهي تزعم أنها تفعل ذلك لمصلحة الأمة، وتجفيف منابع الفتنة والانقسام فيها. وها هم اليوم يضيفون واوا للأسلام ليعذو إسلامويا كل أمر في الدين لا يرضونه لأنفسهم أو لأسيادهم قابلا للمحاكمة والبتر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ... ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان "
العقد الفريد.. مدونة في الأدب والنقد والفكر.. نحاول أن نضع فيها ما يوضع في العقد الفريد من جواهر حسان مما صاغته أيدي الأدباء والشعراء والكتاب والمفكرين.. ليكون فضاء للتفاعل والمثاقفة...
تعليقات
إرسال تعليق