التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بدأ الإسلام غريبا .. وسيعود غريبا..فهم جديد... كتبه حبيب مونسي




كان في ذهني أنا أقرأ هذا الحديث في مقال لأحدهم أن معنى "سيعود" يراد منه عودة الدين مجددا للحياة محمولا في قلوب مؤمنين جدد، وعلى أكتاف غرباء يعتنقونه من أجناس أخرى، تدرك قيمته، وتعرف قدره. فتخرج به إلى الناس كما خرج به الرعيل الأول من المسلمين وهم غرباء في فكرهم،غرباء في سلوكهم، غرباء في أخلاقهم، غرباء في تضحياتهم في أعين وأعراف المجتمع الذي خرجوا منه.. غير أنني وأنا أطالع ما يكتبه مسلمون؟؟ - في لغتهم أو لغات غيرهم- عن الإسلام تشكيكا في نصوصه، وتمزيقا لوحدته، وهدما ليقينياته، وتفتيشا في عورات متدينيه عبر التاريخ وإخراجها للناس على أنها عورات في صلب الدين، ونكسات في صلب المنهج، وخطل في صلب التشريع.. أشعر أن الغربة التي يحملها الحديث تنصرف إلى هذا الحال لا إلى غيره من الأحوال، وإن القادم الذي سيظلل الناس أشد وأظلم، فقد قال الرسول الكريم محذرا من هذا القادم المخيف: ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم-أي بادروا بالأعمال الصالحة- فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً، ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل) وليس من تفسير لهذا التردي والسقوط عند هؤلاء وهؤلاء إلا ابتغاء عرض من أعراض الدنيا قليل، وإن كثيرا من أبناء هذا الدين سيتنصرون، وأن آخرين يتهودون، وآخرين يرتدون إلى وثنيات بائدة جراء تلك الحملات الهدامة التي تُسخر لها وسائل الغواية والتمكن والانتشار. وتسارع فيها النخب المتنورة بما أوتيت من بيان وسلطان وشهرة وعمالة، فلا تترك مخبوءا من الماضي والحاضر طوته أقوال العلماء ونشرات الباحثين المحققين إلا نبشته وأخرجت رممه، وبعثت في الأمة ريحه ونتنه، وهي تزعم أنها تفعل ذلك لمصلحة الأمة، وتجفيف منابع الفتنة والانقسام فيها. وها هم اليوم يضيفون واوا للأسلام ليعذو إسلامويا كل أمر في الدين لا يرضونه لأنفسهم أو لأسيادهم قابلا للمحاكمة والبتر. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ... ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان "

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،