لا أظن أن أحداً من أنصار نظرية الانفجار سيصدق أن الليل والنهار خلقا في المرحلة الأولى.. اليوم الأول، وأن الشمس والقمر خلقا في المرحلة الثالثة والأخيرة .. في اليوم الأخير. ولكن ذلك ما تم بالفعل... يخــبرنا القرآن أن الله تعالى خلق الليل والنهار قبل الشمس والقمر، بل بينهما خمسة أيام. ودليلنا على ذلك سبعة أدلة:
أولاً: فصل الله تعالى في القرآن آيتي الليل والنهار تفصيلاً، وبين أمرهما تبيينا. ونعلم من القرآن أيضا أنهما خلق مستقل، مستقل عن السموات والأرض، ومستقل عن الشمس والقمر. يقول تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَــوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ) (آل عمران:190) لقد قرن الله تعالى بين السموات والأرض وبين الليل والنهار وقال بأنهم جميعا آيات للعاقلين وفي آية غيرها قدم الليل والنهار على السموات والأرض فقال: (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ لأيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) (يونس:6) فلا وجود هنا لذكر الشمس والقمر بالمرة.
إن آيتي الليل والنهار أعظم بكثير من آيتي الشمس والقمر. بل إنه تعالى لم يذكر أن الشمس والقمر آية إلا مرة واحدة في كل القرآن، بينما ذكر الليل والنهار كآية من آياته تعالى (7) مرات. وحتى الآية التي قال تعالى أن الشمس والقمر آية ذكر الله معها الليل والنهار، بل وقدم ذكر الليل والنهار فيها.
آيات الليل والنهار:
(1) (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَــوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْد َمَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيات لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (البقرة:164).
(2)(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَــوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألْبَابِ) (آل عمران:190).
(3)(إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّموَاتِ وَالأَرْضِ لآيات لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ ) (يونس:6).
(4)(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ) (الإسراء:12).
(5)(وَآيَةٌ لَهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَار )(يس:37).
(6)(وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) (فصلت:37).
(7)(وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )(الجاثية:5).
وقص الله تعالى علينا في القرآن حالات خاصة لليل والنهار ليست للشمس والقمر:
-( يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأوْلِي الأبْصَارِ) (النور:44)
-( يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا) (الأعراف:54)
-( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) (الحج:61)
-(وَيُكَوِّرُ النَّـهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّـرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُـلٌّ يَجْرِي لأَجَـلٍ مُّسَـمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5).
===




تعليقات
إرسال تعليق