التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الجمعة... فذروا البيع.. كتبه حبيب مونسي


الجمعة.... ذروا البيع..
===
حينما يتريث الواحد منا قليلا عند كلمات القرآن يجد عجبا فتنفتح أمامه سبل التدبر في اختيار الله عز وجل لهذه الكلمة بدل تلك وهما متجاورتان لا نشعر أن في تبادل مواقعها أثر.. غير أن الناظر إلى هذه الآية يرى عجبا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة : 9] إذ يجد كلمة "البيع" فيتساءل لم لم تكن "الشراء" بدلها؟ ولكن المتدبر سينتهي سريعا إلى أن الشراء هو العملية الأثقل على قلب التاجر وجيبه، لأنه مقبل على سلعة سيدفع من ماله مقابلا لها وهو لا يدري إن كانت الصفقة رابحة أم خاسرة، وهل يستطيع بيع السلعة بسهولة ويسر؟ أم أنها ستظل بين يديه زمنا يطوف بها شرقا وغربا.. لذلك ترى التاجر يهون عليه ترك الشراء وهذه الهواجس تجول في خاطره. غير أن "البيع" أمره مختلف فهو أحب إلى نفس التاجر ففيه خلاص من السلعة وقبض للمال مع الربح في أغلب الأحوال.. هذه اللحظة المحببة إليه يساومه فيها ربه حينما يسمع الآذان يرفع "الله أكبر" أي لا شيء أكبر من الله في هذه اللحظة، فكل ما بين أيدينا أحقر وأوضع، ومن تركَ شيئًا للهِ ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه.. فترك البيع بالنسبة للتاجر وغيره خير له لو كان يعلم ما سيترتب على طاعة أمر ربه والسعي إلى الذكر من فضل وجزاء في الدارين..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،