الجمعة.... ذروا البيع..
===
حينما يتريث الواحد منا قليلا عند كلمات القرآن يجد عجبا فتنفتح أمامه سبل التدبر في اختيار الله عز وجل لهذه الكلمة بدل تلك وهما متجاورتان لا نشعر أن في تبادل مواقعها أثر.. غير أن الناظر إلى هذه الآية يرى عجبا في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الجمعة : 9] إذ يجد كلمة "البيع" فيتساءل لم لم تكن "الشراء" بدلها؟ ولكن المتدبر سينتهي سريعا إلى أن الشراء هو العملية الأثقل على قلب التاجر وجيبه، لأنه مقبل على سلعة سيدفع من ماله مقابلا لها وهو لا يدري إن كانت الصفقة رابحة أم خاسرة، وهل يستطيع بيع السلعة بسهولة ويسر؟ أم أنها ستظل بين يديه زمنا يطوف بها شرقا وغربا.. لذلك ترى التاجر يهون عليه ترك الشراء وهذه الهواجس تجول في خاطره. غير أن "البيع" أمره مختلف فهو أحب إلى نفس التاجر ففيه خلاص من السلعة وقبض للمال مع الربح في أغلب الأحوال.. هذه اللحظة المحببة إليه يساومه فيها ربه حينما يسمع الآذان يرفع "الله أكبر" أي لا شيء أكبر من الله في هذه اللحظة، فكل ما بين أيدينا أحقر وأوضع، ومن تركَ شيئًا للهِ ، عوَّضهُ اللهُ خيرًا منه.. فترك البيع بالنسبة للتاجر وغيره خير له لو كان يعلم ما سيترتب على طاعة أمر ربه والسعي إلى الذكر من فضل وجزاء في الدارين..
تعليقات
إرسال تعليق