التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مسألة الغموض في الشعر، كيف؟ بقلم : حبيب مونسي


 https://i.ytimg.com/vi/XequTiw2Qms/maxresdefault.jpg


فيه أمر أريد أن أطرحه على أستاذي الدكتور مونسي وهو النصوص الغامضة نسبيا تجد من يقول إن صاحب هذا النّص يهذي وتجد آخر يقول هو يقصد هذا وذاك ... طبعا أنا أتحدث عن النصوص المسؤولة وعن النصوص المرتجلة نفسيا، بمعنى ما تركنا فيها العنان للنفس لتقول من اللاوعي أشياء مترابطة بشكل أو آخر وتصب في واد واحد. على القارئ تبعا لقدرته البلاغية أن يكتشف ذلك ويميط اللثام عن مدلولاتها


السؤال : ما مداخلتك في هذا الأمر ؟

ليس كل من يتحدث عن الغموض ويدفعه عن ساحة الشعر، يناهض الغموض ويرفضه،وإنما الحديث عنه يأخذ طريقا آخر فيه مساس بمقوم من مقومات الذائقة العربية الأصيلة. لأن الحداثة طرحت الغموض مناقضا للوضوح، وحاولت جاهدة هدم المرتكزات التي تقوم عليها جمالية الوضوح. لأنها إذا أفلحت في تقويضها، فإنها ستهدم من ورائها صرح البلاغة العربية كلها. وأنت تعلم أن الفصاحة إنما استمدت جلاءها ووضوحها من فصح اللبن إذا بان واتضح، والبياض في اللبن رمزية تتلبسها البلاغة العربية لتكون بيضاء لا تشوبها شائبة. وإذا بحثت في محيط العربي فإنك لن تجد للبياض معادلا موضوعيا سوى اللبن الذي يكتسب في حاضره ضرورة حياتية، لا يجدها العربي الصحراوي في الثلج مثلا، على الرغم من شدة بياضه.

والوضوح يستند مرة أخرى إلى الفضاء الممتد في البيئة العربية، فالصحراء الشاسعة الممتدة الأطراف، التي لا تقوم فيها الحواجز أمام العين تتيح للنفس ذلك التمدد البيِّن في جميع الاتجاهات، الذي تسمح للنور بالتشتت والانتشار فيها طيلة النهار وأطرافا من الليل. إنها البيئة التي تختلف عن التي أنتجت الحداثة وأفرزت مرتكزاتها الجمالية. فالفضاء المتكسر، والجبال العالية، والوديان العميقة، والغابات والأدغال التي تتخللها الغيوم، وتحط بها جيوش الضباب، وتعسكر فيها كتل الثلج وعواصفه. بيئة لا بد لها أن تنتج جمالية تتناسب طردا مع ما تقدمه البيئة، ويتجانس معها، ويفسر قيمها التي تركن إليها. إننا أمام عملية يُصهر فيها الإنسان بعناصر البيئة صهرا تتجلى معالمه فيما يحس، ويحب، ويكره.. فإذا قال العربي "أثلجت صدري" بقولك، وقال الغربي "أدفأت قلبي".. فإن الواحد منهما يمتح مادته من بيئته. وإذا كان الحر قد حول العربي إلى الثلج فقد دفع بالغربي إلى النار. وإن أنت أتبيت العربي وقلت له أدفأت قلبي بقولك مثلا مجَّ قولك، واتهم ذوقك، ودفع كلامك إلى ما يشبه الجنون..

إن الحديث عن الغموض ليس حديثا عن جملة شعرية واضحة الدلالة وأخرى غامضة، وإنما الحديث عن معطيات جمالية لابد لها من الظهور في النص الشعري مرتكزة على تلك القمم الجمالية التي يتولاها الانتماء الحضاري.

نعم للعربي غموضه، وذلك ما نريد تكريسه، وبسط جمالياته، ودفع الشعراء إليه لإحيائها من جديد. وللغربي غموضه المختلف الذي تقرأه في قصيدة "ت.سإليوت" "أرض اليباب" غموضه مثقل بظلال الآلهة القديمة، والأساطير المحلية.. وما يمليه البيئة من مخاوف ، وما يصنعه الخيال المتخلِّق في لفائف الضباب الكثيف، الذي يطمس الرؤية في الشهر والشهرين.

لقد كان أول لقاء لنا بالقصيدة الغربية مع القصيدة الرومنسية والرمزية في مطلع القرن العشرين، وكان لقاء اكتشاف حذر، تخيَّر فيه المقتبسون والمترجمون نصوصا استطاعوا هم فهمها أولا، والإعجاب بها ثانيا، فنقلوها للقارئ العربي الذي وجد فيها فتحا جديدا للمخيلة، وضربا مختلفا من الصور المستجدة. غير أن الدارسين غفلوا عن شيء مهم، وهو أن الناقل الذي نقل إنما فعل ذلك في ضوء رؤية جمالية عربية. فكان عمله أقرب إلى التعريب منه إلى الترجمة.. كان يقرأ.. يفهم الفكرة، ثم يعيد إخراجها من جديد في لغتهوعندما تغير الفكرة إهابها اللغوي تتغير جنسيتها، وينتهي انتماؤها الأول لتكسب انتماء ثانيا. كذلك فعل "أحمد رامي" مع رباعيات "الخيام" الفارسيةوكذلك فعل "المنفلوطي" مع "بول وفرجيني" التي صار عنوانها "الفضيلة". إن الفكرة حينما تعبر حدود اللغة الأم، تتجرد من جنسيتها كليا، وتغدو فكرة صالحة ليعبر عنها كل شاعر مهما كانت لغته وانتماؤه. ذلك ما أشار إليه "الجاحظ" منذ أمد بعيد حينما قال : أن المعاني مطروحة في الطريق، وأن الشأن في التعبير. إن الصورة المجازية التي نجدها عند "الجاحظ" لا نجد لها من معنى سوى ما قلناه سابقا، من أن الأفكار قبل التعبير ملك مشاع لجميع الناس، يستوي فيها العربي والعجمي، ولا يتحدد انتماؤها إلا بلبوسها غلالة لغويا أثناء التعبير.

لقد ذلل التعريب كثيرا من كثافة الغموض الذي كان في القصيدة الرمزية، عند "شارل بودلير" و"أرثير رامبو" و"ألفريد دي فينيه" وغيرهم.. لأن الذي يقرأ لهؤلاء في لغتهم سيصادف غموضهم الأصلي في كثافته، وعتامته، وربما شعر بكثير من الضيق إزاءه أثناء المعالجة والتفسير،ولا يعني ذلك أنه لا يملك القدرة على الفهم.. أبدا. وإنما يفتقر إلى المرتكزات الجمالية التي يقوم عليها هذا الضرب من الغموض. وحينما راح كثير من شعراء الحداثة العرب يستعملون هذا الغموض، أفرطوا فيه، فهدموا يقين اللغة أولا، ثم أجهزوا على نظام العبارة، فأبطلوا بذلك قيمة المعاجم كلها، وأتلفوا الفائدة فيها، لأنك مهما قلبت من معجم قديم أو حديث، فإنك لن تجد دلالة للكلمة التي تبحث عنها، لأن معناها هو ما يريده لها مستعملها في هذا النص وحده فقط... أراد لها أن تكون هنا فقط.. وأن لا تحيل على مرجع..إننا نشعر بكثير من الضيق حينما لا يحيل رابط عنوان في الشبكة على موضوعه، ونقرأ في التحذير أن الرابط مقطوع. عندها تتوقف محاولة البحث في هذا الاتجاه. كذلك الشأن في الكلمة التي قطعت روابطها الإحالية. فهي كلمة فارغة.. ميتة.. لا تقول شيئاوما عساي أن أخرج منها إن أنا عصرتها في كل اتجاه.. "فما لجرح بميت إيلام".

إن النقد الأدبي الذي يبحث في مسألة الغموض لم يبحث ليوم الناس هذا عن "شاعر الحداثة الغربية" الذي يتخذ مثالا للإجادة في الشعر، وبناء الصور التي تستعصي على الفهم! نعم لم يكلف النقد الأدبي نفسه يوما ليفتح سجل هؤلاء، من هم، ما تركيبتهم؟ كيف يكتبون شعرهم؟ من يخاطبون؟.. صحيح أن هذا العمل فتحه علم النفس الأدبي في بداية و أواسط القرن الماضي، منذ أن كتب "غستاف لانسون" "أحاديث الاثنين" "les causeries du lundi" التي حاول فيها رسم صور بعض الشخصيات الأدبية، وحاول تقليده فيها "طه حسين" في "أحاديث الأربعاء". غير أن الملف سريعا ما طوي في الغرب قبل الشرق، لأنه بدأ يكشف للقارئ العادي أن الذين يقرأ لهم، ويعجب بهم، ليسوا أسوياء، ولن يكونوا أبدا أسوة لغيرهم، وأنهم ربما مثلوا أحط النماذج في المجتمعات.. لقد كانت ملفات علم النفس الأدبي أكبر إدانة لشعراء وكتاب الحداثة، فضحت فيهم الشذوذ، والمرض، والإفراط في الخمر والمخدرات، ومعاقرة النساء، والعيش على هامش المجتمعات.. ولو فتحنا قائمة هؤلاء ما وجدنا فيها رجلا سويا واحدا..

إنه السبب الذي جعل الحداثة النقدية تبعد المؤلف عن ساحة الاهتمام وتقصيه خارج دائرة القراءة، وتتعمد إغفال اسمه من المقاربات النقدية، ولا تقيم وزنا لمقاصده في الكتابة. لقد جعلت حضوره باهتا في كل النصوص. ولك أن تتصور رجلا يلتقي بامرأة في غفلة من الناس ، يعاشرها ثم يمضي في سبيله.. وتحبل المرأة، ثم تلد، ثم ينظر إلى الطفل ولا يُسأل عن أبيه.. إنه ولد سفاح.. كذلك أرادوا للنص أن يكون لقيا على ورق، لا يهم من كتبه، لأنه يشبه غيره ممن عرَّاهم التحليل النفسي، وكشف فيهم تلك السوءات.

هؤلاء حينما يكتبون.. يحق لنا أن نسأل عن مرتكزاتهم الجمالية.. قبل الفكرية.. أم أنهم يصبون على الورق أزماتهم التي عجزوا هم عن فهمها، إن الواحد منهم يتقلب يمينا وشمالا، ولا يعرف ماذا يريد، ولا كيف يريد. فإذا نظر خارجا وجد ألوفا من الوجوه تتزاحم أمامه، تندفع في مسارات لا تعبأ فيها بغيرها من المارين، أجساد باردة برودة الطقس، وعقول فارغة فراغ الأفئدة، ومشاعر متوترة توتر نبضات القلوب.. إنهم ينفخون على الورق لفائف من دخان المخدر، وبنقشون في الحروف أسطر الضياع.. ضياع الرابط الذي يحيل على الدلالة.

حري بنا اليوم أن نعرف من هم هؤلاء؟

إنهم يكتبون لأنفسهم، ولمن هم في شاكلتهم!

حتما إذا قرأنا لهم.. فإننا نقرأ لنعرف فقط!

لنا جمالياتنا .. لنا غموضنا الذي تستملحه أذواقنا من غير أن ينفرط قيد الرابط الذي يحيل على ما نعرف، وعلى ما نؤوِّل، وكلما وضعنا أيدينا على الجرح سرى الألم فينا حيا متجددا.

نشر في الموقع بتاريخ : الاثنين 16 ذو الحجة 1431هـ الموافق لـ : 2010-11-22

التعليقات

مجذوب العيد

 أستاذي الكريم

تلك زاوية فيها كثير من الصحة و في أكثر ما قلت

ولكن الرفوف أعياها الأدب النمطي المتشابه .. أعياها 7000 نص مثل ما قال البوصيري و15000 مثل ما قال مفدي زكريا

و و

أليس للغموض أجواء فهو لصيق بالصورة بالمعنى الجديد

بعملية خلق جديدة لتجهز على النمطية ..

ثم إن البيان هو كما تفضلت صحيح ولكن ما قال العربي قديما كان مختلفا عن ما يمكن أن يقول أبناء عصره من نثريات يومية لذا كان شعرا وحفظ

البيان اليوم ليس هو تجهيز الجملة اللامعة وإنما هو تجهيز الصورة أو المعنى الجديد بلغة لامعة تحديدا هو هذا يا أستاذي ..

تخيل المتنبي حيا الآن أكان يقول مثل ما قال لقرون خلت ..

لا يمكن.. أراهن أن المعنى عنده سيتطور إلى هذه الانزياحات الأصيلة التي تبقى في طاقة اللغة وما تحتمل ..الغموض ليس ادعاء وإنما لماهية ما يحاول الشاعر أن يستخرجه من عميق المعاني النفسية والمجازية ..الشعر اليوم هو المعنى وقد كان حسيا في القرون الخوالي .

هذا ما أراه .

هل كان العربي حتى القرن الثاني هجري يعرف شيئا عن الفلسفة ؟ أكنت َ تنتظر أن تكون القصيدة غير ما يشبه ذاك الذي نسمعه اليوم من مداح في الأسواق *

كانت العفوية والسذاجة مرتكزان لقول الشعر ولكن تدرّجت الدولة الإسلامية فإذا بالشعر يأخذ مسارات أخرى على ضوء ما وصل إلى العرب من فلسفة ويمكن أن أقدم أمثلة عن ذلك كبدايات في المتنبي وأبي تمام والمعري .

سيدي الكريم ... سؤالي هل العالم اتضح للشاعر الآن أم زاد غموضه الفعلي بكل ّ هذه المعارف التي وصلنا إلينا .؟

كيف إذن يمكن أن نقول شيئا واضحا في أشعارنا ؟؟  



عبد الكريم غزال

 تحية وبعد /

إشكالية الغموض التي طبعت القصيدة الحديثة و جعلت من الغموض في العبارة ن و عدم الإستقرار في الصورة ، و انكسار النسق التعبيري و السياقي ، بل و الإيغال في التيه الكلامي ، المتبني لتراكمات ظاهرها اللغة و الإحتفاء باللغة ، و باطنها التمثيل باللغة و بمنطقها في توليد الصور السوية ، من مبدع سوي ، الى متلق سوي، له ذائقة صنعتها بالضرورة إبداعات الأوائل ، الذين أسسوا للغة و للتعامل مع اللغة ، و التعبير بها فنا ، يستجيب للبعد الجمالي و البعد الإجتماعي و القيمي و غيره من الأبعاد ، أقول إشكالية الغموض هذه هي في الكثير من الأحيان المتكأ الذي يستند اليه أشباه المبدعين ، الذين أعجزتهم ا

اللغة في تشكلها الجمالي الإبداعي ، الذي دأب عليه العربي ، متلق ، أو دارس أو متتبع ... هذا من جهة أما من جهة أخرى يمكن الإشارة الى أن الأدب عموما هو استجابة جمالية لواقع حضاري و اجتماعي و قيمي و مفاهيمي.. فكلما توالدت الأسئلة المحيرة في المجتمعات ، وكلما تعارضت القناعات ، واليقينيات، و المسلم بها سابقا بالواقع ، إلا و انطبع دلك الإرتياك ، وتلك الإنتكاسات على النفس ، فاستجابت لها النفس ابداعيا بهكذا قول و هكذا نظم ..نحن أيضا من خلال التأثر و لا أقول التأثير ، ومن خلال الإنبهار بالغالب ، المنظر للنظريات النقدية الحداثية خاصة ، و المنتصر حضاريا ، ركبنا موجة الغموض

و حينما تطلع شمس الوضوح ..صحيني.. تحياتي الى الأساتذةالمحترمين .

الطيب سعيد

 أشكر الأستاذالفاضل الحبيب مونسي على موضوعه الذي يعكس فيه توجهه اللأصيل مع الإنفتاح على الآخر طبعا




ولكنني أرى يا أستاذي الكريم أن الغموض ليس رديفا دائما للضياع في الشعر الغربي أو التبعية في الشعر العربي إن الحياة قد تعقدت والتوت واستحكمت حلقاتها حتى غدا الوضوح لايمكن أن يساير مجرياتها فإننا قد نجد أنفسنا في الكثير من الأحايين أمام ظواهر حياتية لا يمكن تفسيرها وقد نعجز على مجاراتها وهنا قد يكون الغموض مبررا في الشعر لأنه بصدد التعبير عن مظاهر هلامية تسبب القلق الدافع للغموض أكثر مما تبعث على الأرتياح المعين على الصراحة والوضوح .  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التعبير والتجريد في الشعر الحديث.. بقلم : حبيب مونسي

  كيف كان الشعر العربي..وكيف أصبح؟ ما هي مشكلته اليوم؟ التعبير والتواصل.. التجريد والاغتراب؟ كيف ينظر النقد إلى هذه المعضلة؟ .. ما المخرج إذا؟

التمثيل في القرآن الكريم.

تتناول هذه المداخلة التمثيل في القرآن الكريم باعتباره أسلوبا مشهديا لتقريب المعنى وتجسيده أمام القارئ كما تبين دور التمثيل في فتح الدلالة على آفاق تأويلية متعددة.

نظرية التلقي.. رؤية فلسفية أم منهج؟؟ كيف فهمناها؟؟ بقلم : حبيب مونسي

كثيرا ما صرنا نلهج اليوم بشيء يسمى نظرية التلقي .. ويسعى كثيرا من طلبة الجامعات إلى التقاط هذا العنوان ليكون شارة في دراساتهم.. لكن هل فعلا نعي خطورة ما نقدم عليه؟؟ هل فعلا فهمنا المراد منها؟؟ أم أننا دوما نجري وراء مسميات فارغة نزين بها لوحاتنا البحثية.؟؟

أحاديث في النقد والأدب والفكر..محمولات الألفاظ الثقافية....الحلقة 04.

تتناول هذه الحلقة الحديث عن المحمولات الثقافية التي يكتنزها اللفظ والتي تتراكم فيه عبر الازمنة والاستعمالات فتكون بمثابة المرجع الثقافي والمعرفي الذي يحيل عليه اللفظ. وحينما يستعمل الأديب الألفاظ إنما يريد استثمار تلك المحمولات لترفد المقاصد التي يرومها والمرامي التي يرد للمعنى أن ينفتح عليها.. كما أنها تدفع القارئ إلى تحرك ثرائها لإنتاج المعنى وتحيين النص قراءة وتلقيا..

نقرأ لنكتب أم نكتب لنقرأ؟هل بيننا وبين الغرب في هذا من اختلاف؟ بقلم : حبيب مونسي

هل نقرأ لنكتب؟ أم نكتب لنقرأ؟ ما الفرق بين الوضعيتين؟ هل تقديم القراءة على الكتابة يغير من وضعها؟ هل تأخير الكتابة على القراءة يكشف جديدا في العملية الإبداعية؟ لماذا لا يرى الغرب من وجود للعالم إلا داخل الكتابة؟ ولماذا نراه خارجها؟ هل هذا الفهم يفرض علينا أن نعيد النظر في نظرياتنا النقدية الحداثية؟

حوار حول رواية: مقامات الذاكرة المنسية. مع حبيب مونسي. بقلم : تقار فوزية

مقامات الذاكرة المنسية، الرواية الماقبل الأخير للروائي الناقد الأستاذ حبيب مونسي والتي حظيت بعدد من الدراسات الأكاديمية- رسائل ماجستير ودكتوراه .  إنها الرواية التي حاولت أن لا تشتغل بأساليب السرد الغربية التي شاعت في الكتابات الجديدة،